مستهلكون: المولات في بغداد ظاهرة لافتة للنظر على غرار تجربة إقليم كردستان

مستهلكون: المولات في بغداد ظاهرة لافتة للنظر على غرار تجربة إقليم كردستان

بغداد/ وكالات
تجوب سراب حسين أروقة المول (المركز التجاري) في منطقة السيدية إلى الغرب من العاصمة بغداد وملامح البهجة والإعجاب تعلو محياها وتقول:"قرّب لي المول كل احتياجاتي وأبعدني عن سوق الشورجة الذي كنت لا أفارقه".

وازدادت في الآونة الأخيرة وبعد التحسن الامني النسبي، المراكز التسويقية التي تسمى بـ(المولات)، حيث شهدت رواجاًَ كبيراً من قبل الأسر العراقية، وبخاصة أيام المناسبات.
وتقول حسين في حديثها لوكالة كردستان للأنباء (آكانيوز) إن"ما يقدمه هذا المكان من خدمة وتسهيلات من شأنه اختصار الوقت وإبعادي عن الزحامات المرورية، فضلاً عن تشتيت خوفي من التفجيرات التي وقعت في الشورجة في أكثر من مرة".
وتعد سوق الشورجة كبرى الأسواق التجارية في العراق، وتضم 19 فرعاً تجاريا متعدداً منها سوق الصابون وسوق التوابل وسوق القرطاسية، فضلاً عن المواد الغذائية والألبسة الجاهزة.
فيما يؤكد أحد المتبضعين من إحدى المولات ببغداد ويدعى علي قاسم لـ(آكانيوز) على أن"قرب هذه المراكز وانتشارها في مناطق بغداد ذلل الكثير من الصعوبات التي كانت تواجه الأسر قبل افتتاحها، مثل هدر الوقت في التنقل بين المحال التجارية والزحامات المرورية، فضلا عن توفيرها كل ما يحتاجه البيت من مستلزمات سواء غذائية أو منزلية أو كهربائية أو موبيليات وغيرها في مكان واحد".
ويتابع قاسم حديثه وسط مطالبته الجهات المعنية بتبني مشاريع تسويقية أضخم، بالقول"من الضروري فتح مولات تجارية كبيرة أسوة بمولات إقليم كردستان العراق، من ناحية الشكل والمضمون، فهي متكونة من طوابق عدة وتحتوي على مراكز ترفيهية وبيع الألبسة وغير ذلك، فضلا عن المظاهر الحضارية مثل السلم الكهربائي الذي يوصل بين طوابقه وصالات عرض سينمائي وما شابه". وشهد إقليم كردستان بعد 2003 ثورة في المراكز التجارية، نظراً لما يتمتع به من وضع أمني مستقر وحركة نشطة للشركات الاستثمارية، إذ يوجد أكثر من عشرة مولات رئيسة كبيرة في الإقليم، وعلى رأسها"ماجدي مول"في مدينة أربيل، و"زارا"في السليمانية، فضلاَ عن الشروع بافتتاح"ماجدي مول"في مدينة السليمانية أيضاً.
فيما يؤكد محمد زهير لـ(آكانيوز)"كنت احمل هماً فوق همّي بعد خطبتي قبل نحو شهرين لأني لا املك سيارة كي آخذ خطيبتي والتجوال بين المحال التجارية المتفرقة، حيث محال بيع الأخشاب والأثاث والمواد المنزلية وإكسسوارات العروس وهذا ما يرغمني على ترك عملي لأكثر من يوم، لكن بوجود هذه المراكز التجارية والتسويقية سهل علينا الكثير، إذ بات المول الواحد يحوي ما تحويه أسواق تجارية عدة".
وتتفق إسراء ربيع مع سابقها محمد زهير إذ تقول: إن"المولات اختصرت لنا الوقت ومصاريف سيارات الأجرة، ونحن نتنقل من مكان إلى آخر، حيث جهزت بيتي من مول واحد من أثاث ولوازم المطبخ، وقد أحببت هذه المراكز كثيرا خصوصا في شهر رمضان حيث لا يوجد الوقت الكافي ولا الجهد اللازم للتبضع من عدة أماكن، ونتمنى من الحكومة أن تقوم بإنشاء العديد من هذه المراكز مثل الأسواق المركزية في السابق".
واستحدث العراق في ثمانينيات القرن الماضي شركة عامة كبيرة أطلق عليها شركة الأسواق المركزية، تتولى إدارة أكثر من عشرين سوقاً كبيرة، مجهزة بمختلف السلع المدعومة، وقسم كبير منها مستورد لحسابها من الخارج، إلا أن أداءها تعثر بسبب الحصار الاقتصادي الذي فرض على العراق مطلع التسعينيات بعد غزوة الكويت.
من جانبه يقول مدير عام العلاقات والإعلام في أمانة بغداد حكيم عبد الزهرة لـ(آكانيوز) إن:"أمانة بغداد تشجع وتقدم جميع التسهيلات للمستثمرين الذين يريدون أن ينفذوا مشاريع تسويقية ضخمة، حيث لدينا لجنة استثمار شكلت في أمانة بغداد تستقبل المستثمرين وتأخذ السيرة الذاتية لتلك الجهة وطلبهم الاستثماري وصور التصاميم والمخططات"، مشيرا إلى أنه"بحصول الموافقة على الطلب ترسل إلى هيئة استثمار بغداد للإطلاع عليه ومنح الإجازة الاستثمارية". ويوضح: أن"فكرة إنشاء المراكز التسويقية تدعمها الأمانة في حال طابقت الشروط المطلوبة من ناحية الفكرة الجديدة والنقلة النوعية في المراكز التسويقية العراقية". في حين يقول رئيس مجلس محافظة بغداد كامل الزيدي لـ(آكانيوز): إن"انتشار المولات في بغداد ظاهرة حضارية نسعى إلى تطويرها ونساعد في تقدمها واتساعها لإنشاء مولات أكبر كما في إقليم كردستان وتحقق الفائدة الاقتصادية للبلد للنهوض به بعد الركود الذي طال البنى التحتية فيه". ويلا حظ أن إقبال الأسر البغدادية على هذه المراكز التسويقية لم يلغِ الحضور في مراكز قديمة اعتاد العراقيون على التبضع منها مثل الشورجة والسوق العربي والكرادة وشارع النهر وبغداد الجديدة وسوق غازي وغيرها من المراكز التجارية.
يذكر أن شركة كارفور الفرنسية تعتزم افتتاح متجرين كبيرين من السلسلة الفرنسية في العراق (سيتي مول) في جانبي الكرخ والرصافة تبلغ مساحة كل منهما 50 دونما.
وأعلنت شركة بكتنس البريطانية لمراكز التسوق عن شروعها في تنفيذ مشروع مول بغداد الكبير المؤمل ان يتم البدء فيه مع عام 2011 حيث سيحتوي على خمس صالات عرض سينما وحدائق ومطاعم والعديد من وسائل الترفيه.