اجهزة تكييف الهواء دخلت الخيمة

اجهزة تكييف الهواء دخلت الخيمة

امارات الخليج تعيش الان في فترة انطلاق، فهي تصنع مستقبلها، وتحلم بالغد المشرق اهل الخليج في سباق مع الزمن، ان الثروة البترولية التي هبطت عليهم من السماء قد تزول غدا او تفقد اهميتها، ومن ثم فلابد من ايجاد بديل يعوض عائدات البترول وارباحه الضخمة، ففي مدى سنوات قلائل

تحول البحارة وصيادوا اللؤلؤ الى تجار اثرياء وصناع مهرة.. وظهرت في بلادهم نهضة عمرانية هائلة.. شقت الطرق، ودخل الغاز والكهرباء الى كافة البيوت وتبعهما الراديو ثم التليفزيون واجهزة تكييف الهواء، حتى الخيم المنصوبة في عرض الصحراء المحرقة دخلتها اجهزة تكييف الهواء!
والتسابق في ميدان الحضارة لا ينصب فقط على المظاهر.. ان له جذورا اصيلة في صدور المواطنين بامارات الخليج.. فهم اكثر تسابقا في ميدان التعليم والثقافة.
وفي الشارقة تساهم الكويت والجمهورية العربية المتحدة وقطر بشكل تعاوني اصيل في نشر التعليم بالامارة، فانشأت الكويت مدرستين تشرف عليهما ادارة معارف الكويت.
وقامت الكويت بمثل هذا العمل في كل من امارة"عجمان""وام القيوين"و"راس الخيمة"وامارة"دبي".
وقد زرت معظم هذه المدارس فوجدت ان برامج التعليم تتشابه مع برامج التعليم في مدارس الجمهورية العربية المتحدة، ووجدت المدرسين والمدرسات من ابناء جمهوريتنا يؤدون رسالتهم الجليلة بكل امانة ودقة!
وامل حكام هذه الامارات كبير في جامعة الدولة العربية، وقد عبر عنه الامير سيف نائب حاكم الشارقة باقتراح وجيه، فهو يقترح ان تقوم الجامعة العربية بدراسة شئون هذه البلاد من الناحية الاقتصادية تمهيدا لتقديم المعونات اللازمة للنهوض بها وتنفيذ المشروعات اللازمة لاهلها، واهمها المشروعات الزراعية والسمكية، فهناك الارض الخصبة التي تنتظر الالات الحديث والابار الجوفية، وهناك مياه الخليج العامرة والاسماك ولكن وسائل الصيد تكاد تكون بدائية.
والامير سيف يقترح ايضا ان تؤلف شركة عربية لصيد الاسماك من الخليج وتجفيفها وتصديرها وبذلك يمكن جذب السكان مرة اخرى الى المناطق التي هاجروا منها الى مناطف البترول.
وعلى ساحل عمان تقع درة الخليج العربي وهي امارة"دبي"او"كما يسمونها"فينيسيا الخليج.
و"دبي"مرفأ جميل تشطر مياه الخليج شاطئيها، ويتنقل السكان بين الشاطئين بقوارب صغيرة لها شبه كبير بالجندول!
وبيوت"دبي"تبنى بطريقة غريبة لمقاومة الفي العنيف في الصيف، ففوق كل بيت مسقط للهواء شاهق الارتفاع مفتوحا من جهاته الاربع ليمر منه الهواء فيقوم مقام اجهزة التكييف.
واجمل ما في "دبي" اسواقها العامرة بالسلع الكثيرة.
وتجار دبي شطار نشطون فيهم خفة ابناء السواحل "وفهلوتهم" وهم يملكون نحو 400 سفينة تجارية تنتقل بين موانئ الخليج والهند وزنجيار وافريقيا حاملة ما قيمتها 45 مليون روبية من منتجات دبي وعلى رأسها السمك والصدف واللؤلؤ والتبغ.
واهم مشروعات دبي هو مشروع عميق الخور بين جزيرتي ديرة ودبي وانشاء مرسى طوله 1400 متر، وسينتهي العمل به خلال سنة 1961، وقد تكلف سبعة ملايين روبية.
ان امارة الخليج – بعد الصحوة – تسابق الزمن!



ذات صلة