الرسائل المختارة لـ(ويلا كاثر)

الرسائل المختارة لـ(ويلا كاثر)

راجعتها كاثرين. أي. بورز/
صحيفة كرستيان ساينس مونيتور
ترجمة: نجاح الجبيلي
هذه السنة تصادف الذكرى المئوية لصدور رواية"أيها الروّاد!"لويلا كاثر، وهي أول رواية لها تقع أحداثها في سهول نبراسكا وهو العمل الذي يتضمن بإحكام رؤية أميركية ولغة بسيطة تساعد في إطلاق أدب البلد من الإجلال إلى الذوق الأوربي وتضعه في أعلى القمة وتنحدر بـ"المازح والمألوف"إلى الحضيض.

هذا الوصف للنبرة البسيطة في الرواية الأميركية هو لكاثر. لكنه ظهر للتو أن هذه السنة شهدت نشر كتاب"الرسائل المختارة لويلا كاثر"التي حررها"آندرو جوول و جانيس سكوت"وهو الحدث الذي لن ترحب به الكاتبة قوية العقل.
أعلنت ويلا كاثر في وصيتها بأنها لم ترغب بأن تنشر رسائلها أو حتى أن تقتبس منها وطلبت من عائلتها وأصدقائها وأوصيائها أن يدمروا مراسلاتها من أجلها. لكن رغباتها قد تم الهزؤ بها بعد أن صدف موت ابن اخيها تشارلس كاثر عام 2011 وتحولت حقوق كتبها وممتلكاتها إلى"مؤسسة ويلا كاثر".
في مقدمتها لهذا الكتاب الكبير يعترف جوول وستوت بأنهما"قد خرقا وصية كاثر بشكل فاضح"لكنهما يأتيان بالمبررات المؤكدة لفعل ذلك: يقولان بأن كاثر كتبت وصيتها في"السنين المظلمة الأخيرة من حياتها"ويلاحظا بأن أي شخص ربما يؤلمه نشر الرسائل لميت الآن. وبأن إيجاز رسائل كاثر (التي سُمح بها) غير كاف ومضلل وبأن كاثر لم تتسبب في التحطيم"المنظم"لرسائلها وأن عدداً كبيراً من الرسائل ما زالت موجودة ويوحي بأنها لم ترغب أن تخفي رسائلها. ويقولان بأن الكل يتفق على أن كاثر وكتاباتها بضمنها رسائلها هي جزء من تاريخ ثقافتنا و"تعود إلى شيء أكبر من نفسها". وهذا التبرير الأخير هو الوحيد الذي نحتاجه. إن نشر رسائل ويلا كاثر مثل انتهاك رغبات الكتاب الآخرين (العديد من السير عن جورج أورويل مثال واضح) يهبط إلى حقيقة بسيطة: الميت يعود إلى الحي.
هناك عدة طريق لقراءة هذه الرسائل الغنية والمتنوعة: كتعبيرات عن شخصية كاثر وميولها. وكمفاتيح إلى تطورها الفني وكتأملات في واحدة من الرواد غير المعترف بهم للحداثة؛ وكصورة شخصية لامرأة مستقلة في زمن كانت فيه الأنواع نادرة؛ وكنظرة داخل عالم الرسائل والنشر في النصف الأول من القرن العشرين. لكن الآن فإن فجر الوجود العام فإن المرء يميل إلى يستقر على سؤال: لماذا لم ترغب ويلا كاثر بوضع رسائلها أمامنا.
قامت كاثر بتمزيق بعض الرسائل لأنها كما كتبت إلى مارك دولف هاو بالإشارة إلى مراسلاتها مع"آني فيلدز"كبيرة السن بأنها – الرسائل- كانت"في غاية التكلف ولا تمثلني لأنها كتبت بداعي الواجب للصداقة."أتذكر كيف أنني كافحت من أجل ملء بضعة صفحات وأقول لا شيء على الإطلاق"لكن لو كان التمرين نفسه في ملء الصفحات ما زال موجوداً فلن يكون في هذا المجلد. الرسائل هنا في هذا الكتاب تغلي بالشعور مع تعبيرات عفوية عن الحب والصداقة والإعجاب والنصر والغرور والهيجان والحزن والفقدان. غير أن الأمور الغائبة هي النشوات الجنسية و الحميمية الجسدية. وبينما يكون من الواضح من الرسائل بأن كاثر كانت منجذبة إلى النساء بشكل رومانسي محموم فإن الأقرب الذي تبلغه هو أي شيء ربما سيظهر الخجل في خد شخص شاب هو مناقشة صعوبات الحصول على نسخة لها من رواية"صافو"لألفونس دوديه أرجعت إليها.
ومع ذلك فإنّ هيجان العاطفة المستمر بالتأكيد هو أحد الأسباب التي جعلت من كاثر لم ترغب في أن تنشر رسائلها ضمن كتبها. فقد طورت فكرة قوية – وضعتها عام 1922 في مقالتها"الرواية ديموبل"- بأنه في الفن فإن الوصف المباشر للإحساسات الجسدية أو العاطفة ليست سوى"وفرة بلا طعم". إن سطح الأدب يجب أن يبقى دافئاً بلا ضوضاء وصاف بينما تحت إلحاح لا يمكن أن يوصف للشعور يجب أن يكون حاضراً فإن تعبيرها المباشر مكبوح لكن القارئ يحزره. كتبت إلى أخوتها:"يقول الناس أني أمتلك"أسلوباً كلاسيكياً". القليل منهم يعلم إنّ النار تحت الكلمات البسيطة هي التي يعتمد عليها".