بغداديات

بغداديات

يُعد خان مرجان من أقدم الخانات في بغداد والذي شيد من قبل (أمين الدين مرجان) مولى الشيخ أويس خان الايلاني الجلايري 1356-1376م. يقول السيد مازن إبراهيم مدير مختبر ترميم وصيانة الوثائق في دار الكتب والوثائق إن خان جغان يُعد من أهم الأسماء المعروفة بالنسبة لخانات بغداد، فهو الخان الكبير الذي شيده سنان باشا جغالة زادة والي بغداد في 1586-1587م، وذلك في مفتتح ولايته الثانية سنة 1599م،

جسر الاعظمية
يربط هذا الجسر بين منطقتي الاعظمية-الكاظمية، ويُطلق عليه الآن "جسر الأئمة"، وقد أنشئ من قفف دائرية من القصب، وفوق القصب وضعت مادة القير وتم ربط قفة بجانب قفة وصُفَّ فوق القفف الواح خشبية.
أما تكاليف بناء الجسر فقد ساهمت ببنائها بلديتا الأعظمية والكاظمية من خلال مدهما بقروض عمل لإنشائه .
وقال السيد "مازن إبراهيم" مدير مختبر ترميم الوثائق في دار الكتب والباحث في شؤون الوثائق ان القصد من إقامة مثل هذا المشروع هو لتأمين مرور العامة للأهالي من غير سكنة الأعظمية بين بغداد وقضاء الكاظمية وملحقاته، ولم تشترك بلدية الكاظمية في بداية تأسيس المشروع إلا بعد أن تبين لها احتياج تكملة بناء رأس المال وكلتاها قصدتا أن تستعيد رأس المال من واردات هذا الجسر مع الفائض.
ومما يذكر أن أهالي بغداد بصوبيها الكرخ والرصافة كانوا يعبرون نهر دجلة من خلال جسرين الأول في باب الشرقي والثاني في الأعظمية.
وقد فرضت وزارة المالية رسوماً على عبور الجسر حيث أصبحت هذه الرسوم عبئاً ثقيلاً على المواطن البغدادي فكثرت الشكاوى وتناقلت إلى أسماع المفتش الإداري للواء بغداد وخاطب الأخير وزير الداخلية بمفكرة مؤرخة 17 / ك1/1927 طالباً بإلغاء تلك الرسوم حيث أمر رئيس الوزراء بالنظر في إمكانية إلغائها لكن هذه المخاطبات والمراسلات استمرت لفترة طويلة بين أطراف عدة دون تحقيق شيء أو التوصل إلى حل.

إطلالة تاريخية على شارع الرشيد
من الكتب الموجودة في دار الكتب والوثائق كتاب (شارع الرشيد) إعداد وتقديم "باسم عبد الحميد حمودي"، ويذكر فيه:
توسعت قرية الكرخ القديمة المتصلة ببغداد التي بناها المنصور، وأصبحت محلة كبيرة ذات أسواق وشوارع وارتفعت منها العمائر وعرفت بمحلة الكرخ، وعلى الجانب الشرقي تطور العمران، أما الجانب الغربي شيد جامع الرصافة الكبير من قبل المهدي بن المنصور إلى جانب قصره، وأصبحت تلك المنطقة تضم ثلاث محلات محلة الرصافة عند قبر أبي حنيفة وهي منطقة الأعظمية الحالية ومحلة الشماسية ومحلة المخرم التي تمتد إلى منطقة باب المعظم الحالي ليحيط بعمائر بغداد الشرقية وينتهي عند منطقة الباب الشرقي
وقد شرع في بناء هذا السور الخليفة المستظهر بالله سنة 488هـ/1095م، وأكملها المسترشد بالله سنة 517هـ/1119م، في هذا الموضع من بغداد وبين طرفي السور يقع شارع الرشيد، وهو أقدم شارع في بغداد، وهناك عدة أسواق متصلة به كسوق الصفارين وسوق الشورجة والبزّازين والغزل والسراي والذهب وغيرها، هذا الشارع من انجازات والي بغداد "خليل باشا" الذي ولي سنة 1334هـ/1916م، وهو آخر والي عثماني لبغداد وغادر بغداد ليلة 11 آذار/1917م.
افتتح الشارع في 23/7/1916 وهو يوم إعلان الدستور، وكان يمتد من باب المعظم إلى منطقة السيد سلطان علي وقد سُمي في أول الأمر باسم "جادة خليل باشا" و"الجادة العامة" أو "الجادة" اختصاراً، وثبتت على قطعة من الكاشي المزجج موضوعة فوق قاعدة منارة السيد "سلطان علي" ثم أتلفت هذه القطعة عند تعمير الجامع عام 1932م، وأطلق الانكليز عند احتلالهم لبغداد على شارع الرشيد اسم الشارع الجديد.

خان مرجان وخان جغان
من الكتب الموجودة في دار الكتب والوثائق، كتاب (الدار المكنون من المآثر الماضية من القرون) ومما جاء في هذا الكتاب إحصائيات عن الخانات المشيدة في بغداد وكان عددها 980 خان.
ومن أشهر هذه الخانات خان مرجان وخان جغان (جغال) وخان اليهود الذي يقع في محلة الأسواق والخانات .
ويُعد خان مرجان من أقدم الخانات في بغداد والذي شيد من قبل (أمين الدين مرجان) مولى الشيخ أويس خان الايلاني الجلايري 1356-1376م.
يقول السيد مازن إبراهيم مدير مختبر ترميم وصيانة الوثائق في دار الكتب والوثائق إن خان جغان يُعد من أهم الأسماء المعروفة بالنسبة لخانات بغداد، فهو الخان الكبير الذي شيده سنان باشا جغالة زادة والي بغداد في 1586-1587م، وذلك في مفتتح ولايته الثانية سنة 1599م، وقد عُرف هذا الخان باسم خان جغال على ما يسميه المؤلف وخان جغان بتحريف طفيف (وقفية سليمان باشا الكبير في 1206هـ/1792م)، وما زال الاسم الأخير يُطلق حتى اليوم على أية بناية كبيرة دلالة على سعتها ورحابة ساحتها .
وعرف أيضاً باسم خان الصاغة بسبب أشغال أهل هذه المهنة معظم دكاكينه وكانوا قد انتقلوا إليه بعد أن زاحمهم الخفافون (صناع الخفاف وهي ضرب من الأحذية) في سوقهم المجاور لجامع الصياغ (جامع الخفافين فيما بعد)، امتلك هذا الخان مناحيم دانيال وشركاؤه فنقضوه سنة 1348هـ-1929م وشيدوا مكانه سوقين جديدين تطل نوافذهما من جهة على سوق الهرج القديم او (العبايجية) ومن جهة ثانية على سوق الجبن.
ومن جهة أخرى على (سوق الجوخة جية) وجعلوا لهما أربعة أبواب متناظرة بعد أن كان للخان بابان فقط وأضاف السيد مازن ان البزازين شغلوا هذا الخان في حين انتقل الصياغ إلى سوق السراجين الذي يقع في سوق السراي ولم يبقَ من آثار خان جغالة المذكور سوى لوح من القاشاني الأزرق الفاخر كتب عليه بخط الخطاط البغدادي عبد الباقي المولوي المعروف بقوسي تاريخ عمارته ثم نقل بعد نقضه إلى المتحف العراقي ومما يذكر أن بعض المؤرخين والسياح قد لاحظوا وجود كتابات أخرى على الخان بالتركية إلا أن الكتابات زالت وفقدت .
وغالباً ما تكون الخانات في ولاية بغداد مغلقة وتؤدي وظائف تجارية مهما كان حجمها أو مخططها المعماري وكانت تستخدم بشكل أساسي للاتجار بالبضائع وتجارة الجملة وكذلك نزلا للتجار، إذ أن كل خان يتألف من باحة مركزية لنزول التجار وفي كثير من الحالات يحمل الخان اسم السلعة التي يتخصص في بيعها مثل خان الصابون وخان الجبن أو يحمل اسم مشيد الخان أو اسم صاحبه.
طوب أبو خزامة
استطاع السلطان مراد أن ينتزع بغداد من الصفويين، وقد أدى هذا النصر إلى دفع الإيرانيين عن حكم العراق.
وكان للمدفعية الضخمة التي جاء بها السلطان مراد دورها في دخول بغداد فقد تمكنت المدفعية العثمانية الثقيلة أثناء الحصار أن تفتح ثغرات واسعة في أسوار بغداد، وحينما غادر السلطان مراد بغداد ترك المدافع التي غنمها من الجيش الإيراني في قلعة الطوبخانة، وكان من بينها مدفع ضخم كبير الحجم والأبعاد.
وكان يشاهد ممدوداً بطوله في باب الطوبخانة من أبواب القلعة، وبين يديه أربع قنابل مدورة، وقد عرف بـ "طوب أبو خزامة" وهو مصنوع من النحاس الأصفر، وهو موضوع على دكة تعلو الأرض نحو نصف ذراع يبلغ عرضها 4م، وفي كل ركن من أركانها الأربعة مدفع صغير مركوز في الأرض من فوهته ومربوط بأطراف هذه المدافع العُليا سلسلة حديد بغلط الزند الواحد بالآخر فهي شبه سور لطوب أبو خزامة.
وعند فوهة "طوب أبو خزامة" أربع قنابل ثلاث منها في الأسفل والرابعة قائمة عليها محيط كل منها (29 سم) ويبلغ طول الطوب ( 4,44م) ومحيطه مما يلي فوهته (1,44م) وقطر (فوهته 48 سم) ومكتوب على ظهره: (مما عمل برسم السلطان مراد خان بن السلطان أحمد خان )؟ ووراء الكتابة المذكورة أربع سمكات صغار وأربعة أنجم ووراءها في الوسط عروتان مقوستان محيط كل منهما 50 سم.

الجسور في بغداد
لم تكن الجسور في بغداد في العهد العثماني عامرة كما هي اليوم، وكان أهل بغداد يعانون في عبور دجلة في مواسم الفيضان ولم تكن هناك واسطة غير القفف والقوارب، ومن الجسور الموجود آنذاك:
1. جسر قرارة ( كرارة )، أنشئ أيام الوالي "مصطفى عاصم باشا" سنة 1889م ، وهو مكوّن من عوامات خشبية.
2. جسر الخر أو المسعودي، أفتتح 1897م بحضور الوالي "عطا باشا" والمشير "رجب باشا"، وسمي الجسر "الحميدي" ولكن الناس ما زالوا يسمونه جسر "الخر".
3. جسرا بغداد والاعظمية: كلاهما مصنوع من الالواح الخشبية بشكل عوامات، ويُقال لها "جساريات"، مربوطة بسلاسل غلاظ، وقد مدد الجسر على الضفتين الشرقية والغربية وتحت جسر بغداد مجال واسع للمقاهي وبائعي المأكولات وغيرها.
وكلما انقطع الجسر عن العبور في الفيضان وأعيد اتصاله احتفلوا بذلك احتفالاً عظيماً فيخرج الأهالي بالمزامير والطبول.
وقد دام جسر بغداد على هذه الحالة حتى أيام الوالي "نامق باشا الصغير" حتى خرب ولم يعد صالحا للمرور عليه، ولما وقعت عين "نامق باشا" عليه وجده غير لائق ببغداد فأمر بإنشاء جسر من الطراز الحديث وقامت بعمله مدرسة الصنائع.
عن كتاب بغداد
اعداد فخري الزبيدي