الدليل الشامل للفيلم الروائي العراقي  جهد سينمائي جدير بالقراءة

الدليل الشامل للفيلم الروائي العراقي جهد سينمائي جدير بالقراءة

قحطان جاسم جواد
مازال الناقد السينمائي مهدي عباس يواصل جهده التوثيقي في انتاج كتب تلاحق النتاج السينمائي في العراق. فبعد كتابين مهمين عن السينما العراقية يعود الى اصدار كتاب شامل عن افلام السينما العراقية المنتجة داخل البلد وخارجه، والمنتجة عراقيا خالصا, والمنتجة بمشاركة دول ومؤسسات اجنبية وبضمنها الانتاج الكردي في اقليم كردستان.

الجديد يحمل عنوان (الدليل الشامل للفيلم الروائي الطويل – 1946 -2012) ويقع في 150صفحة من القطع المتوسط.
والناقد مهدي عباس مؤلف الكتاب هو باحث في مجال السينما ويكتب فيها منذ ثلاثة عقود واشرف على عدد كبير من الصفحات السينمائية في بعض الصحف العراقية واصدر لحد الان خمسة كتب هي (دليل الفيلم العراقي -1997، وموسوعة المخرجين العرب في القرن العشرين -2000، وكتابات في السينما العراقية 2006، وجولة في السينما الكردية 2009 ودليل الفيلم الروائي الجزء الثاني 2010) وشارك في لجان تحكيم لغير مهرجان سينمائي واصدر اول جريدة سينمائية عراقية هي جريدة عالم السينما وقد صدر منها 14 عدداً.
تضمن الكتاب متابعة دقيقة لـ 175 فيلما هي حصيلة نتاج السينما العراقية منذ عام 1946حين ظهراول فيلم (ابن الشرق) والى حد فيلم (قبل سقوط الثلج) الذي عرض في بداية عام 2013 وهو انتاج مشترك عراقي / نرويجي / الماني.
يذكر المؤلف عن ولعه بالسينما انه كان يذهب الى دور العرض السينمائية وهو بعمر ست سنوات في فيلم فريد شوقي (رصيف نمرة 5) كانت بطاقة السينما بسعر 40 فلسا وهو يحصل على عشرة فلوس يوميا مما كان يضطره الى ان لايصرف (اليومية) لاربعة ايام حتى يستطيع ان يرى فيلما!
وحين صارعمره 11عاماكان يشتري سجلا ويدون فيه اسماء الافلام السينمائية التي يشاهدها ولا يشاهدها. ويذكر انه شاهد اول فيلم عراقي في عام 1968 وكان فيلم (الجابي) بطولة اسعد عبد الرزاق. ومن يومها بات مهدي يتابع الفيلم العراقي ودار العرض التي قدمته وانتاجه وابطاله ومخرجه وكل شيء يخصه. وفي عام 1997(يقول مهدي) اصدرت اول مؤلف لي عن السينما العراقية وصار مرجعا مهما في كلية الفنون والدراسات العليا.

ويدعو المؤلف الى تشكيل لجنة متخصصة بشؤون السينما العراقية لان شخصا واحدا لايمكن ان يلم بكل تفاصيلها. لانه عانى في عملية التوثيق للسينما العراقية من نقص المعلومات والصور لاسيما بالنسبة للافلام القديمة.
ويذكر بعض الحقائق منها ان اول عرض سينمائي عراقي (سينما توغراف) في العراق كان يوم 26 تموز 1909 في دار الشفاء في الكرخ. واول دار سينما انشئت في العراق كانت سينما البلوكي بساحة الميدان في 5/ 9/ 1911ثم تأسست بعدها سينما سنترال عام 1920وسينما الوطني 1927 ثم الزوراء والرشيد والحمر اء ثم الهلال 1932وفيها جناح خاص بالعوائل، وروكسي 1932، وغازي 1937 ثم تاج الصيفي و ديانا، وسينما النجوم 1947 ثم مترو والفردوس وهوليود ثم الخيام وفيصل و ريجنت في الخمسينات بعدها النصر والسندباد وسمير اميس واطلس وبابل في الستينات.
ويضيف المؤلف:ـ ان اول عرض لفيلم ناطق في العراق كان في 19/ 2/1931 بسينما الوطني بفيلم ملك الموسيقى. وفي عام 1943 اسست اول شركة لانتاج الافلام(شركة افلام بغداد المحدودة) ومن ابرز مؤسسيها التاجر مهدي البصام والملاك حسن حسني والتاجر ناصر نعيم وبرأسمال قدره (15) الف دينار, وطرح منها للاكتتاب (600 12)سهم وحدد سعر السهم بدينار واحد. لكن الشركة فشلت في انتاج الافلام فظلت تستورد الافلام حتى نهاية الحرب العالمية الثانية. واول فيلم عراقي كان فيلم (ابن الشرق) وهو مشترك مع مصر. واول فيلم عراقي ملون كان نبوخذ نصر في عام 1962 واقصر فيلم عراقي (ادبته الحياة) مدته 35 دقيقة اخراج مهند الانصاري في عام 1958، واطول فيلم المسألة الكبرى عام 1983ومدته 170 دقيقة، واول مؤسسة عراقية للسينما كانت مصلحة السينما والمسرح، اول فيلم ينتجه القطاع العام (الجابي)، وافشل فيلم عراقي (حمد وحمود) اخراج ابراهيم جلال وبطولة حسين نعمة، انجح فيلم تجاريا (القادسية) حيث بقى في سينما بابل لواحد وثلاثين اسبوعا في عام 1981اول استديو بنى في العراق استديو بغداد عام 1948, اول فيلم عراقي يصور بالكامل في العراق عليا وعصام عام 1949, اول فيلم عربي يصور في العراق مغامرات عنتر وعبلة 1948اخراج صلاح ابو سيف وصور في العمارة. اول فيلم عالمي صور في العراق (طارد الارواح 1948) صور في الموصل واشترك فيه الفنان العراقي ابراهيم جلال ممثلا. اول فيلم يعرضه التليفزيون العراقي بعد عرضه في السينما (ارحموني 1958) بطولة رضا علي وهيفاء حسين واول فيلم عراقي يعرض في الخارج بمصر (عليا وعصام) عام 1950

اول فيلم عراقي يفوز بجائزة كان فيلم (الحارس) اخراج خليل شوقي وبطولة زينب نال جائزة الطانيت الفضي في مهرجان قرطاج السينمائي 1968اول فيلم عراقي مشترك مع دولة اجنبية (تركيا) كان فيلم طاهروزهرة عام 1952واول فيلم رسوم متحركة طويل كان فيلم (الاميرةوالنهر)اخراج فيصل الياسري عام 1982.وبلغ عدد افلام التليفزيون اربعة افلام هي (البندول واللوحة وتحت سماء واحدة والارقط). في حين بلغ عدد الدول المشاركة في الانتاج مع العراق 25 دولة منها سبعة افلام مع الامارات العربية و12 فيلما مع فرنسا و 7 مع بريطانيا و5 مع ايران و4 مع كل من تركيا ومصر وهولندا وايطاليا و 2 مع كل من لبنان وامريكا والسويد والنرويج وفلسطين. وانتج القطاع العام في العراق 44 فيلما واقليم كردستان 52 فيلما والقطاع المشترك المتمثل شركة بابل ثمانية افلام. والمخرج الاكثر افلاما هو محمد شكري جميل (11 فيلما) والفنان الاكثر حضورا في السينما (21 فيلما) هو سامي قفطان. ومدير التصوير الاكثر حضورا المرحوم نهاد علي (18 فيلما) والمونتير الاكثر حضورا في السينما الفنان الراحل صاحب حداد (19فيلما).
من بين افلام السينما العراقية الـ 175– يقول المؤلف – لم تعرض للجمهور منها 8 افلام لاسباب متعددة بين فنية وسياسية واقتصادية وهي (حوبة المظلوم وسلطانة واسعد الايام و ليالي بغداد وسنوات العمروفي ليلة سفر و العد التنازلي وحفر الباطن). اهم حادثة في السينما العراقية عندما تعرض (فيلم بيوت في ذلك) الزقاق لقاسم حول الى اعتراض الرقابة السينمائية على المشهد الاخير اوالنهاية وطلبوا من المخرج استبداله فرفض وجاؤوا بمخرج اخر لاكماله ما حدا بالمخرج حول الى مغادرة العراق ولم يعد اليه الابعد عام 2003. انجح فيلم عراقي تجاريا فيلم فتنة وحسن الذي كلف 8 الاف دينار وايراداته 40 الف دينار . لم تعرف السينما نجم الشباك غير الفنان قاسم الملاك الذي كان وجوده كافيا لاقبال الناس على الفيلم كما حصل في افلام فائق يتزوج و حب في بغداد وستة على ستة وعريس ولكن ومية بالمية وافترض نفسك سعيدا.
المخرج العراقي الذي حصل على لقب افضل مخرج عراقي كان محمد الدراجي حين اختارته مجلة فارايتي الامريكية. وشهد مهرجان كان الدولي مشاركة العراق لمرتين الاولى عام 2005 بفيلم الكيلو متر صفر والثانية عام 2009 بفيلم همس مع الرياح. قام باخراج الافلام العراقية 77 مخرجا بضمنهم 7 مصريين و10 ايرانيين وثلاثة اتراك. ومخرجتان من العراق خيرية المنصور والكردية فيان ماي..
كذلك – يشير المؤلف - الى ان هناك مجموعة من افلام السكرين عرضت في دور العرض السينمائية بعضها سماها بافلام الفيديو والبعض الاخر سماها بافلام تليفزيونية وهي مصورة بكاميرا ديجتال وتعرض وتكبر بجهاز السكرين

ومجموعها 18 فيلما من بينها كبرياء التحدي لجمال محمد وضحايا الظلام وزائر الليل لعلي هادي الحسون والفرار لجمال عبد جاسم ورقصة المال لهاشم ابو عراق وشكوك لاكرم كامل والغجرية لفاروق القيسي.
من الافلام التي اشار اليها الكتاب ولم نسمع بها ضربة البداية انتاج عراقي ياباني عام 2009 اخراج شوكت امين كوركي ونال عنه جائزة افضل فيلم روائي شرقي اوسطي من مهرجان بيروت كما حصل على الخنجر الفضي من مهرجان مسقط السينمائي. وفيلم المحنة اخراج حيدر رشيد انتاج عام 2009 وعرض في مهرجان دبي ومهرجان ايف سين فيلمزوحصل على جائزة افضل فيلم من مهرجان الخليج والثانية في مهرجان سيئول. وفيلم ماندو (المنهك) اخراج ابراهيم سعيدي وانتاج دائرة السينما في اربيل عام 2010 يتناول حياة طبيبة شابة كوردية تهرب مع عائلتها الى السويد ثم تعود الى العراق، للبحث عن عمها المفقود قبل عشرين عاما. وفيلم شابلن الجبال المنتج 2010 واخراج جانوروز بياني ويتناول رحلة مجموعة من هواة السينما الاميركيين والفرنسيين الذين يقصدون مناطق كردية نائية لعرض افلام صامته من بينها افلام ملك الكوميديا شارلي شابلن. وفيلم سلام دانك اخراج ديفيد فاين انتاج امريكي / عراقي في عام 2011 يتناول قصة فريق عراقي بكرة السلة في الجامعة الامريكية في السليمانية وحاز الفيلم على جائزة ذهبية مهرجان شيكاغو السينمائي عام 2011 وجائزة لجنة التحكيم من مهرجاني ناشفيل وفلوريدا وفيلم (انا مرتزق ابيض) انتاج اقليم كردستان عام 2011 سيناريو واخراج طه كريمي. يحكي عن سعيد الجاف احد قادة النظام السابق يحاكم اليوم بسبب جرائم الانفال التي راح ضحيتها اكثر من 182 الف كردي . حاز الفيلم على الجائزة الثالثة من مهرجان الخليج السينمائي الخامس عام 2012 المخرج كريمي كردي ايراني من مواليد 1976 درس السينما في كلية الفنون بجامعة طهران واخرج عدة افلام قصيرة. وهذا ثاني فيلم له بعد فيلم جبال قنديل. وفيلم (موسم الكركدن) انتاج عراقي تركي وتاليف وانتاج واخراج بهمان غوبادي وانتاج كردستان العراق يستغرق عرضه 104دقيقة حاز على عدة جوائز رفيعة منها افضل تصوير بمهرجان سان سيباستيان الاسباني السادس، وافضل تصوير في مهرجان اسيا باسيفيك، وجائزة الضفدع البرونزي كامري ماجي البولندي. وفيلم عرين الاسد انتاج كردستان العراق عام 2012 اخراج فكري باروشي يتناول قضية المراهقين بعد سقوط النظام السابق . مخرج الفيلم باروشي من مواليد كردستان عام 1974اخرج عدة افلام قصيرة. وعرين الاسد هو فيلمه الروائي الاول وعرض لاول مرة في مهرجان دهوك السينمائي عام2012.

الكتاب محاولة للتعريف بالسينما العراقية ويتضمن ارقاما مهمة في اعداد افلام السينما العراقية التي نجهل الكثير منها لاسيما الافلام المنتجة في كردستان بعد عام 2003وحتى تلك الافلام التي لم يعتبرها روائية توقف المؤلف عندها واحصاها وذكر عنها العديد من المعلومات المهمة. وهو جهد يشكر عليه المؤلف الدؤوب مهدي عباس.