أبوابي مفتوحة الى كل مطرب يبحث عن الاصالة والرزانة واللحن الجميل

أبوابي مفتوحة الى كل مطرب يبحث عن الاصالة والرزانة واللحن الجميل

وائل نعمة
ئانطلقت من بين انامله المبدعة الحان من طراز (مرينه بيكم حمد) و(ياحريمة) و(على شط الفرات)، لتحلق في سماء الاغنية السبعينية، مطرّزة ايقاعاتها في ذاكرة جيل لايمكن ان ينسى تلك التحف الفنية التي يصعب تكرارها وسط سيل من الاغاني الهابطة التي سيطرت

على مساحة واسعة من عالم الاغنية العراقية والعربية. انه صانع النجوم الملحن العراقي المبدع محمد جواد اموري الذي استقبلنا بداره الواقعة في منطقة المنصور، رغم وضعه الصحي الذي ابعده لحين عن عالم الفن والابداع، فكان معه هذا الحوار الذي اتسم بالصراحة والود والتلقائية.
** ماهي نقطة انطلاق الفنان اموري الى عالم الموسيقى ؟
- كنت اعيش في قضاء الهندية و منذ نعومة اظفاري تعلمت العزف على آلة ( الفيفرا) وهي آلة تشبة الناي وتخرج منها انغام بسيطة غير معقدة , وكنت في الصف الرابع الابتدائي وكان اطفال المدينة يمشون ورائي يرددون معي اغان والحان على انغام هذه الآلة .

**هل واجهت معارضة ما من محيط القضاء المحافظ ، العائلة الاقارب مثلا؟
- والدتي ووالدي كانا رغم افكارهما المحافظة الا انهما لم يمنعاني ابدا من ممارسة الموسيقى ، بل على العكس كانا يشجعانني على تنمية هوايتي الموسيقية، لاني انسان ملتزم ولم انحرف بفني ولم استغله لاغراض اخرى , كما اني لم احيي حفلات خاصة او حفلات اعراس, وفيما يخص قضاء الهندية فكان اهل القضاء محبين للموسيقى على فطرتهم وبساطتهم واهالي منطقة الفرات الاوسط بشكل عام يحبون الموسيقى وكان لايخلو بيت من شخص يدندن بأغنية او يؤدي ابوذية فكانت سلوى البيوت .

**توجهاتك الفنية هل اثّرت على مسيرتك الدراسية ؟
- أكملت دراستي المتوسطة ومن ثم قدمت الى دار المعلمين في بغداد ودرست سنتين بالفروع العلمية وفي السنة السادسة تخصصت في مجال الرياضة بالدار وكنت احقق اعلى النتائج وكنت اعفى من اداء الامتحانات النهائية حتى كان والدي يعتقد بأني كنت مفصول من الدراسة بسبب نشاطي السياسي , فكانت لي نشاطات ومشاركات في تظاهرات شارع الرشيد, وكان والدي لايقتنع حتى يتكلم معه زملائي ويوضحوا له بأني من الاوائل في الدار .

**والطريق الى عالم الفن والموسيقى؟
- ابن عمتي كان موسيقيا وشجعني على ان اتعلم الموسيقى واتعلم النوتة في دار المعلمين , وعند دخولي الى دار المعلمين كان اول شيء فكرت به هو تعلم الموسيقى , وكانت بدايات تعلمي الموسيقى واللبنة الاولى على يد الاستاذ اكرم رؤوف الذي علمني اصول النوتة والموسيقى , وكان معي في هذه الدروس ايضاً د. طارق حسون فريد , وقد شكلنا فرقة في الدار وسميت فرقة دار المعلمين وكنا نطوف الجامعات والكليات بحفلات رسمية ولم نقم حفلات خاصة ولم نأخذ فلسا واحدا من هذه الحفلات.
دوري كان مهما في الفرقة لاني كنت قد تعلمت النوتة قبل زملائي وقد تعلمتها بثلاثة اشهر فقط وكنت اعزف على العود في الفرقة, وفي احدى المرّات قدت الفرقة في حفلة رسمية اقمناها في مدينة كربلاء . وعندما اكملت دراستي في الدار ذهبت كمدرس رياضة في مدينة الحلة وهناك ازداد نشاطي الموسيقي وكلفت من مدير التربية في الحلة بقيادة الفرقة الموسيقية الخاصة بتربية الحلة , وقد حققت للمدرسة (مدرسة الفرات) جوائز كثيرة وحصلت على كل الكؤوس في كل مجالات الرياضة , وقد كان نصيبي بأني قد تعرضت للمضايقة من قبل زملائي في المدرسة ، لذلك طلبت نقلي الى قضاء الهندية من جديد وهناك ايضا عندما نقلت حصلت على كل الكؤوس الرياضية للمدرسة .

**كيف كانت تجربتك في السمفونية العراقية؟
- بعد رجوعي لقضاء الهندية كنت مصرا على اكمال دراستي للموسيقى وفي القضاء لاتوجد اية مؤسسة او معهد للموسيقى , وقد تحقق حلمي بعد ثورة تموز 1958 وبسبب سمعتي الوطنية النظيفة فقد تم نقلي الى بغداد ودخلت الى معهد الفنون الجميلة وكنت ضمن 150طالبا وطالبة وكان عدد الطالبات 100 طالبة, , وكنت متقدما على زملائي في هذا المجال لاني كنت قد تعلمت النوتة واعزف على العود والكمان الشرقي , وكنت بوزن مدرس في المعهد رغم اني لم ازل طالبا .ففي احدى المرات قال الاستاذ حمزة قدوري بعد تأخره في الحضور للدرس بأن محمد جواد اموري كان من الممكن ان يعطيكم الدرس بدلا عني !

**لماذا اخترت الكمان الغربي فيما بعد؟
- لاني كنت اريد ان ادخل الى الفرقة السمفونية العراقية ولايوجد عود في السمفونية ودرست الكمان لمدة 8 سنوات , وفعلا استطعت ان احقق حلمي بالدخول الى الفرقة السمفونية العراقية كعازف اول للكمان عندما كنت في المرحلة الثانية في معهد الفنون , وقد استمريت بالعمل في السمفونية لمدة 16 عاما دون انقطاع .

**متى اكتشفت قدرتك على التلحين ؟
- في المرحلة الابتدائية كنت اتلمس قدرتي على التلحين، فكنت الحن منذ صغري للقراء الدينيين وتلحين بعض الاناشيد الدينية , وفي هذه المرحلة قمت بتلحين اناشيد وطنية للعراق ولفلسطين والجزائر , ولم اكن اترك مناسبة حتى اثبت وجودي في تلحين اناشيد واوبريتات الربيع وغيرها, وانا لاازال هاويا للتلحين ولست محترفا , و في احدى المرات أقيمت احتفالية كبيرة تضمنت مسرحية ايضا الى مدرسة الكاظمية الابتدائية الاولى , والاستاذ رضا علي كان احد المدربين معي وكنت انا مدير النشاط المدرسي الفني في تربية الكرخ وكان معي ايضا سعدون جابر وفاضل عواد وحمودي الحارثي , وقد اعجب رضا علي بالنشاط الذي قدمته وبالاوبريت ونصحني بأن اذهب الى الاذاعة حتى احول هذه الالحان الى اغان ونتاجات جميلة .

**والاذاعة متى دخلتها ؟
-كانت فرقة الرشيد التابعة للسينما والمسرح قد احتاجت الى موسيقيين واختاروني انا كرئيس للفرقة , ومن ثم اندمجت الفرقة بعد ذلك مع فرقة الاذاعة والتلفزيون وقد قدمنا اعمالا جميلة جدا كانت تضاهي الفرق الموسيقية المصرية , وبذلك اصبحت قريبا من الاذاعة والتلفزيون وبدأ مشواري بالالحان .

**لقبت بصانع النجوم .. كيف حصلت على هذا اللقب ؟
-قدمتني احدى مقدمات البرامج في الاذاعة والتلفزيون بلقب صانع النجوم, وجاء هذا اللقب نتيجة لتقديمي لاكثر من 33 مطربا ومطربة ابتداء بياس خضر وسعدي الحلي فقد كنت التقي معهما عند صديق, وقد قدمتهما الى امتحان الاذاعة والتلفزيون وغنيا الحاني وقد قبلا بالامتحان وخرج لي في وقتها خضير الشبلي وكان احد المسؤولين في لجنة المقابلة وشكرني على الالحان وعلى الاصوات الجميلة التي قدمتها , ومن ثم قدمت الكثير مثل فاضل عواد وانوار عبد الوهاب , كريم حسين, امل خضير ونؤاس اموري ومضر محمد وغيرهم لاتسعفني الذاكرة الان لكي اتذكرهم .

**وهل ندمت على بعض من قدمتهم ؟
- كنت لا آخذ مبالغ من المطربين بل بالعكس كنت ادفعهم واساندهم وكنت اشعر بالسعادة عندما ينجح الشخص الذي اقدمه ويصبح مطربا مشهورا فيكون نجاحا لي ايضا , ولكن هناك بعض المطربين الذين قدمتهم عندما اشتهروا وأنكروا دوري ونسوا فضلي ولم يكن لهم اي وفاء لي , ولكني لم اتوقف عن اكتشاف النجوم رغم الجفاء الذي تلقيته من البعض .

**هل تساعد الألقاب الفنان على تطوره الفني ؟
-عملت 20 عاما في الاذاعة والتلفزيون في لجنة سماع الاشعار وكنت اعرف مايصلح ومالايصلح للاذاعة وقد مر علي الكثير من الشعر ولم اكن اعير اهتماما لاسم الشاعر قدر اهتمامي بالمضمون و ابداع الفكرة التي يحملها الشعر وبالمواضيع الجديدة , فكثير من الشعراء الكبار قد يتوقفون عن الابداع ولايقدمون جديدا . اللقب لايصنع فنانا ، المضمون وحده يستطيع ان يقدم ويخدم الفنان في مسيرته .

**اهم محطاتك الفنية كانت تلحين قصيدة اغنية (مرينه بيكم حمد) فماالقصة الحقيقية للاغنية ولحنها ؟
- مظفر النواب كان في طريقة بالقطار من الديوانية الى البصرة ومر بمضارب حمد فتذكر قصة احدى الفتيات التي كانت تحب شخصا من نفس هذه المنطقة وقد فرق بينهما الزمن وكانت قد مرت بقطار على مضارب حمد فذكرت حبيبها , ومن هنا جاءت فكرة الشعر , وعندما حصلت على كلمات الاغنية لم استطع ان اتمالك نفسي من البكاء وذهبت الى البيت ولحنتها بنفس الصورة التي ظهرت عليها , وقد سجلتها بصوتي ومن ثم سجلناها الى ياس خضر في ستوديو جميل بشير وكانت التسجيلات لصالح اذاعة الكويت , وبقيت هذه الاغنية خالدة لاكثر من 50 سنة.

**سمعنا بأن الملحن كوكب حمزة قد اعاد تلحين اغنية مرينا بيكم حمد ولكن بطريقة جديدة فهل نجح بمسعاه؟
- ان له الحق بأن يقوم بأعادة الاغنية بشكل اخر ولكن الاغنية لم تشتهر ولم تعرف وظل الناس تردد وتطلب الاغنية القديمة لذلك لااعتقد بأن كوكب حمزة كان موفقا في ذلك .

**اغنية اخرى ظلت عالقة في اذن السامع العراقي وهي اغنية ياحريمة فكيف رأت النور ؟
- الشاعر ناظم السماوي الذي كتب هذه الاغنية لم يستطع بعدها ان يخرج من سحرها ولم تنجح له اغنية غير هذه الاغنية واخترنا صوت حسين نعمة لانه صاحب الصوت الحريري, وحتى لو كان غير حسين نعمة قد اداها فأكيد كانت ستنجح, وقد ذكر في احدى المرات الفنان الراحل عبد الحليم حافظ في اذاعة البي بي سي ان من اهم الاغاني غير المصرية التي يرها من الاغاني الجميلة اغنية ياحريمة لحسين نعمة، إنها اسطورة الشرق.

**كيف كانت تجربتك مع فؤاد سالم؟
-نجحت معه واستطعت ان اكون السبب في اشتهاره ولكني احمل عتب عليه , عتاب حبيب وصديق بأنه قد خرج في احد الايام في برنامج على احدى الفضائيات ولم يذكرني ابدا وكان من المفروض ان ينتبه الى هذه النقطة, واعتقد ان هذه مشكلة ازلية لدينا فالعلاقة دائما غير صحية بين الملحن والمطرب فعندما يشتهر المطرب يرمي الملحن وحتى الاذاعة والتلفزيون دائما لاتذكر اسم الملحن وحتى في الاغاني المصورة لايكتب اسم الملحن والعشرات من الحاني لم يذكر اسمي بها .

**وكيف تصف لنا تجربتك مع ابنك نؤاس؟
- نؤاس قد حصل على خبرة كبيرة لانه قد واكبني منذ صغره وكان موهوبا ولم يتجاوز عمره الست سنوات وكان يعزف البيانو , وفي احدى المرات قدمه الاستاذ سعاد الهرمزي في برنامجه الاذاعي وقال احفظوا هذا الاسم سيكون له مستقبل كبير . وقد نجحت مع نؤاس لانه صقل الموهبة بالعلم والان يوزع الاغاني الى مطربين كبار وخصوصا في الخليج ولدية اغان جميلة.

**قصة الاغنية التي افزعت احمد حسن البكر !
-هذه اغنية (افز بالليل) قد لحنتها الى ستار جبار وكان فيها مقطع قد اقتبسه الطلاب اثناء الحملات الشعبية التي كان يجبر عليها المواطنيين لاعمال بلدية وخدمية , فرددوا الاغنية وكان قد اخذ زمام المبادرة سعدون جابر الذي كان معهم ولكن قد غضب احمد حسن البكر في ذلك الوقت ومنع الاغنية من اذاعتها مرة اخرى .

**تجربتك مع المطربين غير العراقيين كيف تقيمها ؟
- لحنت لعدد من المطربين العرب منهم عوض دوخي , فيصل العبد لله, سميرة توفيق, سلوى الجزائرية ومحمد حمام وهو مصري الجنسية والكثير غيرهم , وقد كانوا يأتون الى العراق خصيصا لاجلي , وكانت احدى المطربات المصريات وهي الهام بديع قد بقيت في العراق شهرين حتى استطعت ان اعلمها اللهجة العراقية لان كل الاغاني التي قدمتها كانت بكلمات عراقية. وماعدا عوض دوخي الذي لم يأت الى العراق فقد كنت انا مبعوثا من العراق الى الكويت وقد بقيت بعيدا عن الاذاعة الكويتية لمدة سنة , الصحافة الكويتية حرضت الفنانين الكويتيين للاستفادة من خبرة وتجربة محمد جواد اموري, وبذلك صار التعاون بيني وبين عوض دوخي بأغنية (ياحبيبي هل جفاك النوم مثلي) وقد كان المقطع الاول من كلماتي لاني كنت اريد ان اعطي الفكرة الى الشاعر , واكثر من 20 لحنا من الحاني كانت كلمات الاغنية من نظمي او اكمل للشاعر عندما يقف في جملة معينة . اما عن تقييمي لهذه التجربة فكل الاغاني قد نجحت ولم تفشل اي اغنية.

**انت عازف كمان غربي لمدة 16 عاما هل تأثرت الحانك بالموسيقى الغربية؟
- الكل من زملائي ومن يعرفني جيدا كان يعتقد بأن الحاني ستكون متأثرة بموسيقى ببتهوفن اوموزارت , ولكن عندما لحنت رجعت الى الطينة العراقية رجعت الى داخل حسن وحضيري ابو عزيز ولحنت على نفس السحر الذي كانت عليه هذه الاغاني ولكن بطريقة علمية اكثر , لانهم كانوا يلحون على فطرتهم وسجيتهم ولكن لم اخرج عن بيئتي ولم اقلد الغرب او اتأثر بهم لاني اعبر عن مشاعر صادقة وعن احزان ونكبات العراقيين الذين لم ارهم يوما سعيدين , فلا استطيع ان اكون منافقا بألحاني وأصور غير الواقع والغرب استخدموا وصنعوا الات لشعب مختلف وثقافة مختلفة , بالاضافة الى ان معظم الموسيقى الغربية فرحه وسعيدة ونحن حزينون وانا كنت رائد الاغاني الحزينة لانها عصارة تجارب العراقيين وانا من ضمنهم فأنا افرح عندما ابكي .

**هل احدثت تغييرا في طور الاغنية العراقية؟
- نعم بالتأكيد فقد اخرجتها من كونها اغنية محصورة في منطقة معينة الى اغنية لكل العراق من شماله الى جنوبه ومن شرقه الى غربه كما ساهمت في إنتشارها خارج العراق , وكانت الحسجة العراقية بالكلمات عائقا امام التواصل مع العرب ولكن اتفقنا انا وبعض الشعراء على استخدام مايسمى اللغة الثالثة التي لاتحوي على كلمات غير مفهومة لغير العراقي , كما اني في نفس الوقت لم اخرج بشكل مشوه فأنا ابن الماضي وابن اغاني حضيري وداخل ولكن اخرجتها بروحية
جديدة.

**هل تأثرت بأشخاص او تجارب معينة في مسيرتك الفنية ؟
- انا فنان ومن الطبيعي ان اتأثر واأثر, ولكني لم اقلد ولم اتأثر بشخص واحد وقد خططت طريقا خاصا بي , وانا احب العفوية في اللحان وعدم المبالغة وهذا كان سر النجاح في الاغاني وخصوصا مثلا في اغنية مرينا بيكم حمد فكانت عفوية جدا لذلك اصبحت اغنية خالدة .

**سمعنا عن تجربة تبنتها مؤسسة المدى في عمل مشترك بينك وبين المطربة العراقية شذى حسون فهل هذا صحيح؟
- بطلب خاص من الصديق العزيز الاستاذ فخري كريم سافرت الى لبنان وكنت احمل 12 لحنا وقابلت شذى حسون واسمعتها الالحان وقد فرحت واعجبت بالالحان واخذت 6 منها , ولكن ماحدث ان البيئة غير مفتوحة للمنافسة النزيهة في لبنان وليس فقط من الملحنين او الفنانين العرب وانما ايضا من الفنانين العراقيين انفسهم لذلك لم تكتمل التجربة او التعاون .

**كيف تنظر الى واقع الغناء العراقي الآن؟
- هناك فساد غنائي و بعض المطربين افسدوا الاذن وراحوا بالاغنية العراقية الى الحان هجينة وغريبة تبتعد عن الذوق وعن الجمالية وحتى عن العمل المهني للغناء , فأصبح المطرب يذهب ليدفع اموالا طائلة حتى يستطيع ان يخرج اغنية لاتبقى في الاذن غير ايام ومن ثم تغادر الى غير رجعة , بينما كنا في السابق في الاذاعة والتلفزيون ندعم المطرب ونسجل الاغنية ونصورها مجانا حتى نعطيه دفعة الى الامام . توجد الآن قنوات فضائية برعاية دولة عربية تحارب وتتقصدالحط من قيمة الاغنية العراقية ودورها بالتركيز على فنانات غير محترمات وعلى كلمات غير محترمة وبالتكرار افسدوا الاذن وجعلوها تستمع لهم لان الاذن ممكن خداعها , كما اني لاانكر وجود اصوات جميلة لكنها تحتاج الى لحن جديد وجميل حتى الكلمات موجودة ولكن الملحنين قليلون وهم يذهبون الى الطارئين على الفن وهم من شاركوا في افساد الاغنية العراقية.

**هل هناك قدرة على عودة اغاني السبعينيات في الوقت الحاضر وما هي سبل النهوض بالاغنية العراقية الحالية ؟
- قبل قليل ذكرنا بأنهم قد افسدوا الاذن العراقية , فليس من السهولة رجوع هذه الاغاني ولكن ربما يمكن ان تعود ولكن تحتاج الدخول الى الاذن العراقية بشكل تدريجي . نحتاج الى لجنة مهنية ومحترفة وليس الى لجنة تحتاج الى لجنة لتقييمها لكي نختار مطربين واصواتا جيدة ونقدم لها الدعم من الحكومة والفنانين ومن ثم نضع قناتين تلفزيونيتين بخدمتهم ونقدم لهم دعما ماديا بالتأكيد سوف يخرج جيل جديد من المطربين , كما اني اقدم دعوة بأن ابواب محمد جواد اموري مفتوحة الى كل مطرب يبحث عن الاصالة والرزانة واللحن الجميل , فأنا قد توقفت عن تقديم النجوم لان لاتوجد جهة داعمة فقسم الموسيقى الغي منذ خمس سنوات من دائرة التلفزيون العراقي ,فأين يذهب المطرب وحتى الكليات ومعاهد الفنون فيها مطربين جيدين ولكن لامجال لهم.

**كنت قد تعرضت الى حادث دهس أثر على وضعك الصحي وعلى نشاطك الفني . كيف هو الوضع الآن ؟
- قبل اكثر من سنتين تعرضت الى حادث دهس من قبل سائق صغير ومتهور كسر ساقي اليمنى واليسرى واحدث كسرا في يدي اليسرى وكسرين في يدي اليمنى التي اعزف بها العود , وقد بقيت اتعالج في البيت على حسابي الخاص مما ادى الى تكلس في المرفق ولم اعد استطيع ان احرك يدي اليمنى , في هذه الفترة اكتشفت مدى حب الناس لي فقد زارني الكثير اثناء مرضي , بالرغم من ان المسؤولين لم ينتبهوا لي حتى تكلمت في احدى الفضائيات وشكوت حالي وقلت ان هذه اليد التي اخرجت ياس خضر وحسين نعمة قد توقفت عن العزف , فقام ديوان رئاسة الجمهورية عبر الاستاذ فخري كريم مشكوراً بإرسالي الى سوريا ولكن لم يستطيعوا ان يفعلوا لي شيئا هناك, ثم ذهبت بعد ذلك على رأس وفد رسمي الى ايران مع 145 شخصية فنية وادبية وصحفية في الاسبوع الثقافي العراقي في ايران , وهناك قام السيد نائب رئيس الجمهورية د. عادل عبد المهدي بتبليغ السفير العراقي في ايران بأن يهتم بي وان تكون اي مبالغ للعلاج على حساب الدولة , ولكن في ايران ذكروا لي بأن قد كبرت في العمر ولم يعد هناك قدرة على علاجي فرجعت بخفي حنين , ثم التفت لي مشكورا رئيس الوزراء نوري المالكي وارسلني الى احد المستشفيات في العراق حتى تقيم حالتي حتى ترسلني الى الخارج للعلاج على حساب الحكومة , ولكن الطبيب المختص ذكر لي بأن التعليمات الواردة من امانة رئاسة الوزراء توضح بأنهم يرسلون المصابين من الحوض الى الاسفل فقط , وبعدها سكت تماما عن هذا الموضوع .

**اين تجد محمد جواد اموري الان ؟
- رغم اني لم اعد استطيع ان اعزف على العود ولكني مازلت معتدا بنفسي ولكن لي عتب على الحكومة لأنها قد ركنتني على الرف منذ ان جاءت الى سدة الحكم , بالرغم من موقفي وتأريخي النظيف وبأني ايضا لم اغن ابدا للنظام السابق رغم الضغوطات و حتى لم اظهر في لقاء تلفزيوني لعدم قناعتي بالنظام ولدي خبرة وعمل في المجال الفني وفي دوائر الاذاعة والتلفزيون اكثر من 45 سنة ولكني لم احصل على اي شيء ووزارة الثقافة ضعيفة جدا ولم تستطع حتى ان تهتم بعلاجي .
**اخيرا نسألك ماهي الحانك الاخيرة؟
-لدي مايقارب الـ 20 لحنا ولكن بروحية جديدة تذكر بأغان وبألحان السبعينيات ولكن لابد ان اواكب التطورات واكون قريبا مع الجو العام ولكن مازلت احافظ على روحية الحاني القديمة .
عن مجلة تضامن الصادرة عام 2009