مالذي سيحدث في عمان ابتداء من اليوم ؟

مالذي سيحدث في عمان ابتداء من اليوم ؟

1- مسرح المأساة.. مأساة الملك طلال ان ينتقل الى عمان، لقد اسدل الستار في الدقيقة التي قابل فيها الملك رئيس وزرائه، وقبل العودة الى بلاده"ليضع نفسه تحت تصرف حكومته"..
2- كل عربي. وكل اردني بوجه خاص يتمنى عودة طلال الى عرشه ولكن طلال لن يعود الى العرش!..

3- ان وضع"طلال" الان كوضعه يوم عاد من سويسرا لاول مرة بعد اغتيال والده، كان الشعب يرقب عودته/ وحكومة ابي الهدى بالذات، تعلم ان الملك مريض، وان الوقت لم يحن بعد لعودته، وان تقارير الاطباء ليست في صالحه.. ومع ذلك فقد اعادته ارضاء لشعوره العام وتجنبا لغضبة الشعب! ومضى الوقت.. اقل من ثمانية اشهر وجاءه رئيس وزرائه وبعض الوزراء يطلبون اليه في منتصف الليل، ان يعود فورا الى اوروبا، او انهم يستقيلون، وسافر طلال وكان ما كان.!
واليوم.. يعود طلال: ليواجه نفس الموقف، شعب يحبه ويود ان يراه ملكا وحكومة تعلم انه مريض، وانه لا يستطيع ان يتحمل مسؤوليات الملك! وان علاجه غير متوافر في عمان او في اي بلد اوروبي ومع ذلك، تدعوه الحكومة للعودة، تلح عليه، فيقبل ويعود،! يعود مريضا كما ذهب.ّ
4- مجلس الوصاية على العرش سيبقى قائما، وسيمهد لتنصيب الامير حسين ملكا على الاردن في اقرب وقت، وهناك مادة في الدستوى الاردني تقول"اذا لم يستطع الملك ممارسة اعماله خلال اربعة اشهر من تنصيبه، فلمجلس الامة الحق في تعيين ملك بدلا منه".. هذه المادة هي التي ستقرر مصير طلال في الشهرين القادمين.
5- كان طلال مصرا على عدم العودة من لوزان،! قال ذلك لاخيه نايف في ساعة"صفوه". قال له بالحرف الواحد:"يريديونني ان اعود لاصبح حبيس قصري في عمان الى ان اموت"!
ولكنني اؤكد ان سفر نوري السعيد الى سويسرا! وسفر نايف قبله! ومقابلتهما للملك، كل ذلك قد حمله على العودة.. لا تلبية لطلبها او تنفيذا لرغبة ابدياها طلال لانه وجد في مجيئهما"بعثا جديدا"لما يعتقده طلال من دسائس تحاك لقتله في سويسرا، بمجرد دخوله احدى المصحات هناك.
6- ان من يسمع الامير نايف وهو يروي قصة مقابلته لاخيه طلال في سويسرا، لا يملك الا ان يضحك ويبكي معا.. تودد اخوي عدة لحظات، ثم نظرات كلها ريبة وحقد دفين!.. قبلات طويلة.. ثم كلام ينطوي على الاتهام الصريح!..
طلب له مرطبات، ثم رفض ان يشرب معه قدح المرطبات!.. تهجم على توفيق ابي الهدى، واتهمه بالتآمر على خلعه من العرش ليضع ولده، ثم التعبير عن ثقة تامة يأبى الهدى وحكومته.
7- العراق لن يسكت على هذا الوضع.. والوصي ما زال يذكر تماما ان توفيق ابا الهدى قال له:"ان مرض طلال لا شفاء منه".. ومعنى ذلك ان عودة طلال لن تضع حدا للامور، بل هي في نظر العراق"عمل مؤقت"من شانه ان يحصر المأساة في نطاق حدود الاردن، بدلا من نشرها في انحاء العالم.
8- بعد الدقيقة التي يضع فيها طلال قدمه على ارض الاردن، ان تسمعوا باسم طلال لن يقابل احدا، لن ينشر عنه شيء، لن يعلم العالم عنه حقيقة واحدة!.. سيوضع في عمان تحت العلاج بالقوة، وجيدا في قصره، او في بيت خارج العاصمة، وان يقرأ العالم في المستقبل الا ان طلال قد نزل عن العرش لولده، او"ان طلال لم يعد صالحا لتحمل اعباء الملك، ولذلك فقد عين مجلس الامة ولده الامير حسين ملكا على الاردن"!
9- الشعب الاردني الذي يحب ملكه ويود ان يراه بين ظهرانية، يشعر باليأس والخزن وهو يسمع"ولا يقرأ"عما كتب ونشر في العالم اجمع عن صحة الملك، من تشهير لا مبرر له ولا موجب.. ويقول:"لقد نجحت الحكومة الاردنية في اعادة الملك، ولكن لماذا حملته على السفر؟ ولماذا عادت به الان قبل ان يعالج؟.. لقد نجحت في وضع خاتمة لقصة طلال في العالم، ونجحت في المحافظة على كيان الاردن كما هو، ولكن من الذي سبب هذه القصة ووضع مقدمتها، ومن هي الدولة التي طالبت بضم الاردن اليها؟.. اهي العراق؟ لا قطعا، فكل ما طلبه الوصي العراقي انه في حالة عدم تمكن طلال من القيام باعباء ملكهن يعين ولده، ثم يعين الامير زيد وصيا الى مايو القادم.. لمدة اقل من تسعة شهور؟.. اهي سوريا.. لا، فتصريحات الشيشكلي كلها تطالب باعتبار قضية الاردن قضية داخلية.
10- كل عربي، وكل اردني، يود ان يعود طلال الى عرشه.. ولكنه مرة اخرى.. لن يعود! لقد تم الاتفاق على ذلك ووافقت عليه الملكة زين.. والامير حسين.. ومجلس الوزراء الاردني في جلسته الاخيرة قبل ان يسافر ابو الهدى الى لوزان!!.

ذات صلة