بسام فرج.. رسام الكاريكاتير في عامه السبعين!

بسام فرج.. رسام الكاريكاتير في عامه السبعين!

يرى البعض من الناس خطأ , ان من عاش في الغربة , أيام وسنوات الفترة المظلمة من تأريخ العراق البائس في عهد الدكتاتورية . على اننا كنا نعيش برخاء ونعيم , بأعتبارنا كنا بعيدون عن يد سلطة ذلك العهد وظلمه وتعسفه في الخارج , وبألتالي فإن مشاركتنا في تخليص شعبنا من المآسي التي عاشها , شابها الضعف, كما يرى هذا البعض تجنيا.

كان صديقنا العزيز والمبدع يعمل في مؤسسة الدولة للسينما - في زمن الثمانينات - من اجل توفير لقمة العيش لعائلته . وكانت اقامته وعمله في ذلك البلد , يعتمدان علىالفترة المثبتة في جواز سفره وفترة صلاحية ذلك الجواز اللعين . وقد طلبت المؤسسة منه تمديد جوازه في السفارة العراقية حتى يتمكن من الاستمرار بعمله . وبأعتبارنا لسنا من زوار السفارة , ولسنا من مقربي دولة البعث المقيتة , فكان الموقف هو مثل الاصطدام بجدار من الفولاذ , وفقدان الخيارات الاخرى التي تتمثل في الاستمرار في العمل والعيش الكريم الذي يعتمد على تمديد الجواز لدى سفارة النظام العفن , او الخروج من البلد .
عند هذه النقطة الحرجة , وفي الوقت المناسب , تمكنت وبكل شرف ومحبة على معالجة محنة صديقي , ولم يكلفنا الا طابع بريدي يحمل صورة أسد بابل, وعملة معدنية سورية تحمل شكل النسر العربي ... وتم حل المعضلة ! واستمر صديقنا بعمله وابداعه في مجال الرسم والفكر , على الرغم من إرادة السفارة ونظامها .
ان المشاعر النبيلة لا تعرف الضعف , بل انها تنهمر كألمطر من السماء , على الارض ... لتعطي ثمارها .
النحل يحتاج للنكتار , والزهور بحاجة للالقاح . لكن الزهور لا تستطيع الطيران , وعليها ان تقدم النكتار للنحل, ليطير بها ويحملها بأجنحته .
و هكذا كان ...
حيث إحتفلنا بألامس على بلوغ الفنان القدير رسام الكاريكاتير بسام فرج عامه السبعين !
مزيدا من العطاء الخصب ..
مزيدا من انتزاع البسمة ..
رغم العهر والقهر في عراقنا ..
وصحة وعافية .. ومئات الزهور .