قدرات الدماغ البشري الفائقة.. كشوفات ودلالات

قدرات الدماغ البشري الفائقة.. كشوفات ودلالات

جاسم العايف
صدر للباحث الباراسيكولوجي (محمد جاسم عيسى) كتابه المعنون"قدرات الدماغ البشري الفائقة"*. يفتتح القاص والروائي (حميد المختار) الكتاب، بكلمة، يذكر فيها بأن (محمد جاسم عيسى) ترك كتابه مخطوطاً أمانةً لديه، قبل أن يرحل عن هذا العالم في البصرة،

صباح الخامس والعشرين - شباط عام 2013، و"لعله قد أدى الأمانة لأستاذه وصديقه محمد جاسم عيسى،من خلال نشر كتابه"(ص8). (محمد جاسم عيسى) ومنذ منتصف الستينات، في البصرة، كان منتمياً سياسياً الى اليسار العراقي، الماركسي تحديداً، وله نشاطات ثقافية وأدبية وفنية، ونشر شعره في بعض الصحف والمجلات البصرية، وكانت تربطه علاقة وطيدة يومية مع بعض أدباء المدينة، خاصة رواد مقهى (هاتف) التي تقع في منطقة البصرة القديمة، في محلة(السِيف). كما كتب بعض المسرحيات وأخرجها عندما كان طالباً في جامعة البصرة وكتب السيناريو السينمائي، وتعرف على المخرج السينمائي (قاسم حول) وعمل معه خلال تواجدهما في دمشق، في فيلم(اليد)، وكان الفيلم بتكليف ودعم (المؤسسة العامة للسينما) في سوريا ولحساب منظمة التحرير الفلسطينية. ويمكن للقراء الكرام مراجعة مقالي المعنون(الدُرْ النفيس) الذي تشرفتُ بنشره في صحيفة (المدى) الغراء العدد2758 والصادر بتاريخ 25 /3/ 2013 وتناولت فيه السيرة النضالية والثقافية والمهنية، لـ(محمد جاسم عيسى)، ومغادرته العراق بسبب فظاظة النظام المنهار وضغوطه منذ منتصف العام 1971، وتنقله بين الكويت وبيروت ودمشق. يذكر القاص حميد المختار في كلمته أن: (محمد) ابن عمه قد رآه في حداثة سنه، حين كان يزورهم في مدينة (الثورة) في الستينات، وكيف كان يقص عليهم قصصه الغرائبية عن الموتى وأشباحهم وحكاياتهم المخيفة، فكان أول مَنْ غرس في داخله حب القصص السحرية ذات المنحى الغرائبي الادهاشي(ص7). مقدمة الكتاب، للأستاذ (محمد صالح حبيب/أمين سر رابطة البارسايكولوجين العراقيين). أكد فيها أن (محمد): بالنظر لثقافته الغنية النادرة العامة، و في علوم (الباراسيكولوجي) كذلك، ومحاضراته المتعددة الأصيلة الجادة، المثيرة، وتوجهاته العلمية في هذا الشأن، التي قدمها في (رابطة البارسايكولوجيين العراقيين - بغداد)، انتخب رئيساً لـلرابطة، كما لـ(محمد) باع طويل في مجال الاستشفاء البارسايكلوجي وهو على درجة عالية من التواضع وكُره الشهرة، ولهذا نراه لا يعالج إلا برجاء من المعارف والأصدقاء ولم يقبل أجراً عن عمله الإنساني مطلقاً، وأنه كان يوثق كل حالة من هذه الحالات في سجل من القطع الكبير ويحتفظ به لنفسه، ولا يسمح بالإطلاع عليه، لأي كان، وقام بتوثيق بحوثه بسرية تامة، وأشار(محمد) لمن عالجهم(باراسيكولوجياً) من الرجال والنساء، وبمختلف الأعمار، بالرموز الأولى لأسمائهم دون الكشف أو الإعلان عنها نهائياً، وحتى في أحاديثه الخاصة مع خلص معارفه. و(محمد) رجل قانون ومشاور قانوني كبير، وهذا التخصص ساعده كثيراً لغربلة ما يطرح من أفكار وفرز كل ما هو مغشوش وخادع، وكاذب، ويقع في منطقة الهرطقة والدجل والشعوذة، انطلاقاً من فكره المحايد المستقيم ومسؤوليته التربوية والأخلاقية ونزعته الإنسانية وثقافته العلمية، فجاءت بحوثه تحمل كل ما هو جديد وممتع وموثق وشريف، وكون الأستاذ (حبيب) أمين سر الرابطة فقد حضر معه جلسات عدة لأمراض ميؤوس منها، وكانت النتائج ناجحة ومدهشة حقاً، وهي موثقة (بالرموز) في الرابطة.ويضيف:"أن رابطة (البارسايكولوجين العراقيين) لا يعنيها مَنْ يصدقَ أو لا يصدق ما يجري فيها، من تجارب علمية موثقة، لأنهم ليسوا طلاب شهرة ابتداءً،ولولا مناسبة صدور هذا الكتاب لما تطرق لذلك"(ص11-13). وبحكم علاقتي بـ(محمد)، علمت بمراسلات خاصة له مع جمعيات وشخصيات دولية متخصصة في علم الـ(لبارسايكولوجي) باللغتين الانكليزية والألمانية، وكذلك جمعيات وشخصيات مهتمة بهذا الشأن في العالم العربي. الملاحظ في الكتاب أن الباحث الـ(الباراسيكولوجي) (محمد جاسم عيسى) وفي مجال دراسته لـقدرات الدماغ الإنساني، يرسم صورة مستقبلية للبشرية، ويتنبأ بان الإنسان في المستقبل ليس بحاجة لوسائل الاتصالات والمواصلات وكذلك لا يحتاج المركبات الفضائية لاستكشاف الفضاء بل سيتمكن من أن يسبر أغوار الكون اللامتناهية بقدرات(باراسيكولوجية) ودون حاجة إلى بناء قواعد وإطلاق مركبات فضائية بعد أن يكتشف انه يحمل أعظم قاعدة إطلاق في داخله، وهذه القاعدة بإمكانها إطلاق موجات خاصة. وقد أطلق عليها في كتابه بـ((الموجات البايكترونية))، والتي كما ذكر بإمكانها الوصول إلى أي نقطة في الكون بزمن يقترب كثيراً من الصفر، ومن ثم تزويدنا بأدق المعلومات عن هذا الكون الذي نعيش فيه(ص48). قسم الكتاب على(23 مبحثا) نظرياً وعملياً ومنها: جهاز مركزي وثلاثة أنظمة، والإثارة والكف من قدرات الدماغ البشري، وقابلية المخ البشري، وتحفيز المراكز الحساسة في لحاء المخ، وإعادة توازن الأداء الوظيفي لمركز حسي معين، وأساليب معالجة الاضطرابات الوظيفية، والتحيز والقدرات الفائقة، والصراع الخفي، والحدس والاستشفاف..الخ. وبعض المباحث اشتملت على أقسام فرعية عدة. يعد علم (البارسيكلولوجي) من العلوم العصرية والحديثة وهو يسعى،حسب المختصين والعاملين في هذا الجانب، للكشف عن الإمكانات والطاقات الخارقة في الفكر البشري، وصياغة التفسير العلمي المقبول لهذه القدرات، والتي لا تحد وقد حيرت كثير من المفكرين والعلماء والباحثين. كما يحتوي الكتاب في مبحث: (حالات ودلالات...ص 145 -154) على تجارب موثقة أجراها (محمد) على بعض الذين استعانوا به، نساءً ورجالاً وفي مختلف الأعمار، ومن كل أنحاء العراق، ومنهم مرضى(السرطان)، وكانت النتائج ناجحة ومبهرة، بعد أن اكتسبت الحالات المعالجة الشفاء التام من خلال العلاج باللمس والموجات الفكرية المشفرة. يصل (محمد جاسم عيسى) في بحوثه التي تضمنها كتابه"قدرات الدماغ البشري الفائقة"، إلى أن تفاعل العقل الإنساني مع الوجود الكوني قائم على التوصل لما"هو غير مُدرك"من خلال"ما هو مُدرك". ويتطرق في أبحاثه إلى وجهات نظر، وكشوفات،جديدة خاصة به، يؤكد فيها أن ثمة:"حالة تفاعلية بين الخبرات الحسية عند الإنسان ونظام الكلام، ينتج عنها ترجمة للأحاسيس، وتعدّ عنصراً فاعلاً في عملية التفكير عند الإنسان". من المؤكد أن الأفكار والآراء والأطروحات الواردة في كتاب"قدرات الدماغ البشري الفائقة"، ستحظى باهتمام وفحص جاد لائق من قبل المعنيين في الشأن(البارسيكلولوجي)، الذي يعد من العلوم العصرية الحديثة، وستثير أطروحات (محمد) جدالاً علمياً متواصلاً، ألان أو مستقبلاً،لا أتوقع أن صداه سينقطع، بين مَنْ يؤيد، أو يضيف إلى ما ذهب إليه (محمد) وطرحه بسعة ووضوح علمي وموثق في كتابه، أو مَنْ يعارضه ويسعى لتفنيده، لكن لا يمكن الاستهانة أو التشكيك بألمعية وجدية وإخلاص ما جاء به أو ما طرحه الباحث (البارسيكلولوجي)، محمد جاسم عيسى، في مباحث كتابه، الذي جاء بـ (174) صفحة من القطع المتوسط.

* مكتبة (عدنان) شارع المتنبي- بغداد- بالتعاون مع دار(صفحات) للدراسات والنشر- دمشق- 2014- ط1.