أدب الجريمة.. لدى الروائية ضابطة البوليس أليزا كَتس

أدب الجريمة.. لدى الروائية ضابطة البوليس أليزا كَتس

ترجمة/ عادل العامل
تصدر للكاتبة البريطانية أليزا كَتس روايتها الجديدة في تشرين الثاني من هذا العام. وتدور الرواية، وهي بعنوان (أسرار مدفونة)، حول مفتش بوليس يدعى ميلتون بومان، يعتقد معظم الناس بأنه يعيش حياةً مثالية. غير أن بعض أسراره لم تكن مدفونةً عميقاً بما فيه الكفاية.

فبعد حادث سيارة مأساوي، وجريمة قتل مفجعة، كان على زملاء المفتش ميلتون البدء بالتنقيب في كل جانب من حياته. ويزحف الشك وعدم التصديق داخل حيواتهم كنسيج من الخداع يتكشف هنا وهناك ــ إذ تصبح أسرة بومان، بل وأصدقاء وزملاء له موضع شك. فما من أحد يمكن تصديقه. لا شيء هناك كما هو في الظاهر.
وأليزا كَتس، باختصار، ضابطة بوليس تحقيقات في جرائم القتل، وعندما تجد وقتاً كافياً، تكتب في مجال أدب الجريمة القصصي. وقد صدرت لها روايات عدّة، منها”لا تنسَ أبداً"، تذكّر، تذكّر"،”القتل الرحيم".

وترى كَتس، كما جاء في Express، أن هناك الكثير من الأمور التي تُنشر في الأفلام والروايات في ما يتعلق بإجراءات الشرطة وتصورات الناس عنها لا يتفق والواقع على الإطلاق. وتقول تعليقاً على ذلك:”لقد قررتُ كتابة أدب الجريمة لأن جريمة القتل شيء أعرفه بشكل جيد". وأدناه الأخطاء السبعة التي لاحظتها كتس:
• اثنان فقط يقومان بالتحقيق
نلاحظ في الروايات عادةً أن هناك اثنين فقط من الشرطة، أو البوليس السري detective، وهما المفتش الرئيس للتحري ورقيب التحري، يقومان بمهمة التحقيق. بيما يمكن أن يكون عدد الأفراد المكلفين بذلك، في الواقع، أكثر من مئة، لكنني أقدّر أنه كثير جداً. وسيثور المحررون لهذا ولن يكون القراء قادرين على المراقبة بالطبع. وعلى كل حال، فالأمر، في الحياة الواقعية، يتعلق كله بعمل الفريق.
• تهديد الضباط بالإبعاد عن التحقيق
تحتاج الروايات جميعاً إلى جوٍ من الصراع للحفاظ على اهتمام القارئ، ولهذا تجد الضباط الكبار فيها يصرخون بكل واحد مهددين بجعل الشخصيات الرئيسة”خارج القضية”مما يضيف مزيداً من التوتر إلى جو القصة. ولن يكون من المستبعد بالنسبة لفريق العمل أن يحققوا في جريمة طعنٍ يوم الاثنين، واغتصابٍ يومَ الثلاثاء، وإطلاق نار يوم الأربعاء. وبالتالي فإن يقال لك”إنك خارج القضية”يمكن أن يكون هنا فَرَجاً أو مصدر راحة لك.
• الميزانية بلا حدود
لا أحد يمكنه أن يختصر النفقات في جريمة قتل، مهما كانت الحقيقة المرة بأن ليس هناك على الدوام ما يكفي من المال لجعل الأمور تسير بسرعة. والنتائج السريعة تكلّف مالاً، ولذلك فإن النتائج تأتي أحياناً بصورة أبطأ كثيراً مما تورده الروايات.
• الشرطة فوق القانون ويمكنهم التصرف كما يشاؤون
لا يمكنهم أن يفعلوا ذلك. ولو ضربوا أحداَ، أو ارتكبوا مخالفةً مرورية، أو أي شيء غير قانوني على الإطلاق فإنهم سيواجهون العقوبة نفسها كأيّ شخص آخر.
• ليس هناك عمل كتابي ولا حاجة لجمع أدلة
في الكثير جداً من الروايات، لا يبدو أن أحداً يأخذ إفادةً، ولا يُشار أيضاً إلى المهام العادية التي تأخذ وقتا، والتي تشكل العمود الفقري لأي تحقيق.
• المقابلات بشأن جريمة القتل قصيرة ويقوم بها مفتش تحرّي
ومرةً أخرى، إن وصف الساعات الطويلة بدءاً من وصول المشتبه به إلى مركز الشرطة إلى الضابط الذي يطرح أول سؤال في المقابلة لن يكون وصفاً ممتعاً بوجهٍ خاص.
والأكثر من ذلك، أن المقابلات يمكن أن تستغرق أياماً عديدة، وليس هو بالشيء الذي سيتوفر للمفتش وقتٌ له. وإنه لخطأ شائع تصويره بطريقة أخرى، وأعتقد بأن الكتّاب الذين أجروا بحثاً كهذا قد جُعلوا يعتقدون بأن الضباط الكبار هم مَن يُجري المقابلات.
• الضابط الكبير يأخذ أي شخص مدني جانباً ويحدّثه عن التحقيق
لماذا يفعل هؤلاء الضباط ذلك؟ إن بعض المعلومات في التحقيق المتعلق بجريمة قتل يتم حجبها حتّى عن بعض العاملين في فريق الاستجواب. ويمكنني القول، مرةً أخرى، إن الضابط الكبير المحقق إذا أراد إخبار أحد من الرأي العام بكل شيء، فإنه ربما لن يحتفظ بوظيفته تبعاً لذلك.