الـمـــرصــد الاقتصـادي ..الجنابر النسائيـــة..عـوز أم إثبات موقـف!

الـمـــرصــد الاقتصـادي ..الجنابر النسائيـــة..عـوز أم إثبات موقـف!

بغداد / علي الكاتب
المتغيرات الحديثة والتطورات الحاصلة في العالم بشكل عام وفي الدول المجاورة بشكل خاص، شكلت حوافز للمرأة العراقية من اجل أن تثبت لها موطئ قدم في شتى المجالات الثقافية والصحية والعلمية والفنية وغيرها، لتسجل حضورا متميزا في جميع مجالات العمل وفنون التجارة وتشارك الرجل فيها بصورة متساوية،

(والجنابر والبسطيات) وان كانت معروفة يشغلها الرجال حصرا في السابق،إلا أننا بدأنا نألف صورة جديدة لجنابر تبيع فيها النساء في أسواق الشعبية.
وقالت الدكتورة نجاح رؤوف أستاذة علم الاجتماع في جامعة النهرين: إن بائعات الجنابر وان كانت ظاهرة يرفضها المجتمع في الماضي، إلا أنها أصبحت في الوقت الحاضر مألوفة ويمكن مشاهدتها في معظم الأسواق،حيث أن المرأة العراقية استطاعت الانخراط في ميادين جديدة في العمل والتجارة، وهذه تعود لأسباب رغبتها في المشاركة الحقيقية في المجتمع في شتى الميادين، وكذلك الظروف القاسية التي أجبرتها على الولوج في مثل هكذا أعمال.
وأضافت أن المسؤولية التي أصبحت المرأة العراقية تشارك الرجل فيها جعلتها تصمد أمام المشكلات التي ترافق مثل هكذا أعمال والمشقة والتعب الذي يكتنف إرهاصات مثل تلك الاعمال،اذ تتطلب التواجد المستمر في موقع العمل والتسوق المستمر من منافذ الجملة وخلق روح المنافسة في العمل،والتعامل مع الزبائن بشكل حسن وجذبهم على الشراء وايجاد مجموعة من الزبائن المستمرين،والتعامل بمبدأ التجارة والعرض والطلب لضمان تحقيق النجاح في هذه المهنة الجديدة.
فيما قالت صبيحة كريم صاحبة جنبر (بسطية) في سوق البياع الشعبي إن تخصصها ببيع لوازم خياطة ومفردات اخرى تختص بشريحة النساء جعلتهن يفضلن الشراء مني بشكل اكثر من الشراء من أصحاب الجنابر من الرجال،وذلك لوجود بعض الخصوصية في التعامل تكون مفضلة بين النساء في ما بينهن، مع وجود التساهل والبشاشة التي تجذب الزبائن،وهي بلا شك من مقومات البائع الناجح.
وأضافت أن المرأة ليس بمستغرب ان تتواجد في السوق وتبيع في جنبر او بسطية،كونها شقت طريقها في الحياة ولم تعد امامها حواجز تمنعها من كسب قوتها وقوت عائلتها،خاصة مع غياب صاحب العائلة، وبعيدا عن دور ربة البيت التي لا تزال تحافظ على مسؤوليتها الأولى في البيت،لتصبح المرأة تعمل حاليا في مهن لم يكن مألوفا لها أن تقوم بها، كسائق تكسي أو ميكانيكية للسيارات أو سائق لباص صغير (الكيا)،أو نجدها كضابط في مراكز الشرطة وشرطي للمرور،او سائق لـ(الستوتة) تبيع قناني الغاز في المناطق السكنية وغيرها.
وتابعت أن المرأة العراقية أثبتت أنها تصارع المستحيل لتضع لوحة المبدعات إلى جانب لوحة المبدعين في مجالات شتى كالرياضة والفن والادب والعلوم والطب والوسائل التكنولوجية الحديثة،لتحظى بشهادات الابداع ودروع التمييز أينما حلت،في ظل أجواء التنافس المشروع مع أخيها الرجل نحو مستقبل أفضل لها وللمجتمع في آن واحد.
وقال علاء الدجيلي حقوقي سابق إن الظروف الاستثنائية وحدها جعلت المرأة مجبرة على ترك منزلها لتعمل في مجالات تخالف العادات والتقاليد الاجتماعية وفي مهن صعبة وشاقة على حساب تواجدها الحقيقي وموقعها الصحيح في المنزل والوقوف على تربية الأولاد بالشكل الصحيح والمطلوب،وهي تخالف طبيعة تكوينها البشري وبنيانها الجسمي مما يرهقها في ماهي في غنى عنه.
وأضاف ان ظاهرة بائعات الجنابر التي بدأت تزداد في الاسواق والمناطق التجارية،تثير الكثير من التساؤلات بين السلب والإيجاب حول أسبابها ودوافعها والحلول التي تقع على عاتق الجهات الرسمية ومنظمات المرأة ضمن منظمات المجتمع المدني للتثقيف والحث على جعل المرأة عضوا حقيقيا ونافعا في المجتمع بما يتناسب مع وضعها الجسماني،وترك منافسة الرجال في كل شيء،لان الخصوصية في العنصر البشري مهمة وضرورية لوضع فواصل بين الجنسين من اجل ديمومة الحياة.