ترجمة - أحمد فاضل
بعد أربعين عاما من كتابتها سيتم الإفراج عن رواية غير منشورة للكاتبة الأميركية الراحلة بيرل باك في خريف هذا العام، باك الحائزة على جائزة نوبل وبوليتزر تُعــد أول كاتبة أميركية تفوز بهاتين الجائزتين، وكانت جين فريدمان الرئيس التنفيذي والمؤسس المشارك لدار النشر أوبن رود انتجريتد ميديا الأميركية قد تعاقدت مع نجل الروائية ادغاروالش المسؤول
عن تركتها شراء مخطوطة الرواية بعد العثور عليها في ولاية تكساس التي تلقى منها في كانون الأول الماضي رسالة بالبريد الإلكتروني غير متوقعة تخبره بوجود رواية والدته الرابعة والأربعين، وهي على شكل مخطوطة لدى شخص مجهول، كان قد أخذها من البيت الذي توفيت فيه باك عام 1973 بولاية فيرمونت وذهب بها بعيدا حيث تم العثورعليه واستردادها بعد صفقة مالية عقدها الطرفان.
روايتها "المعجزة الكبرى" التي ستنشر لاحقا هي واحدة من عشرات الأعمال التي أنجزتها باك طيلة حياتها، كانت ولادتها عام 1892 غرب فيرجينيا بالولايات المتحدة الأميركية، ثم رحلت وعمرها 3 أشهر إلى الصين حيث كان والداها يعملان هناك بالتبشير، واشتريا منزلا فى حي صيني بمدينة شين كيانج، قضت"بيرل باك"طفولتها فى هذا الحي، وتجيد الصينية فيه، وعندما بلغت الرابعة عشرة من عمرها التحقت بمدرسة لتعلم اللغة الإنكليزية في شانغهاي، ثم سافرت إلى الولايات المتحدة الأميركية والتحقت بمدرسة التعليم العالي في ولاية فيرجينيا.
وفي ذلك الوقت بدأت بنشر أول أعمالها الأدبية ونالت عددا من الجوائز، وعادت إلى الصين مرة أخرى حيث عملت بالتدريس، كتبت بيرل باك أكثر من 39 رواية تناولت معظمها الصين، منها"شرق وغرب"،"الأرض الطيبة"،"القلب الفخور"،"الحب الوحيــد"،"سماء الصين"، ونالت عددا كبيرا من الجوائز كان أهمها جائزة بوليتزر عام 1932 ونــوبل فى الآداب عام 1938 عن مجمل أعمالها وبالأخص رواية"الأرض الطيبة".
بعد عودتها إلى الولايات المتحدة قالت انها لم تنقطع عن الكتابة ما دفع بالكاتب جون هيرسي أن يُشير في مذكراته إلى عبقريتها الروائية، وأنها واحدة من كبار كُتّابها في أميركا حيث أنتجت أكثر من 70 كتابا بين قصة ورواية، أما أوبرا وينفري فقد تحدثت في أحد برامجها المتلفزة عن رواية"الأرض الطيبة"باعتبارها واحدة من الروايات المهمة على الصعيد العالمي وأن هناك ناشرا رقميا يسعى لتعميم ثلاثة عشر من أعمالها على نطاق واسع حتى يكون بإمكان متصفح الكتب الإلكترونية قراءتهــا في محاولة للوصول إلى جمهور واسع من محبي هذه الكاتبة الكبيرة.
الناشرة فريدمان وصفت رواية باك المكتشفة مؤخرا"المعجزة الكبرى"أنها تتحدث عن راندولف كولفاكس الشــاب الموهوب الذي يسافر إلى نيويورك، إنكلترا، باريس في مهمة للبحث عن معنى وهدف بقاء المنطقة المجردة من السلاح بين الكوريتين اللتين تجمعهما قواسم مشتركة.
هذا البحث من شأنه أن يُغير حياته إلى الأبد، وفي النهاية يجد الحب الذي يمكن أن يكون جوابا لبحثه عبر تلك المسافات الطويلة وهو الوحيد الذي بإمكانه إلغاء تلك المنطقة من الدنيا كما يتصور.
السيد والش قال: إن والدته باك كانت قد قضت سنواتها الأربع الأخيرة من حياتها في ولاية فيرمونت، وعندما ماتت وجدنا تركتها مبعثرة وفي حالة من الفوضى، وعلمنــا أن هنــاك نسختين من إحدى رواياتها، واحدة مطبوعــة وعليها تعليقات بخطها وأخرى مخطوطــة كانتا قد وصلتــا إلى تكســاس بصــورة غير مفهومــة ولا يزال وصولهما يشكل لغــزاً لنــا، وبعد وفاة والدتي في ولاية فيرمونت وجدنا ممتلكاتها الشخصية في وضع غير مسيطر عليه بعناية ما جعلها نهباً للغير، هذا ما وجــدنا عليه روايتها الأخيــرة التي عثــرنا عليها في تكساس مؤخرا.
*كتابة / جولي بوسمان
عن / صحيفة نيويورك تايمز
