ظاهرة  ساعة بغداد .. انعطاف في الكتابة وحريق في سوق الكتب

ظاهرة ساعة بغداد .. انعطاف في الكتابة وحريق في سوق الكتب

خالد مطلك
الحدث الثقافي الابرز هذه الايام، هو صدور رواية "ساعة بغداد" للكاتبة شهد الراوي التي عرفت بكتاباتها اليومية على صفحتها في الفيس بوك، إذ شهدت صفحات التواصل الاجتماعي انقساماً حاداً بين مؤيدين متحمسين للرواية وبين متذمرين غاضبين، حيث اطلعت على إطراءات (هي الاعم الأغلب) بلغت حدوداً غير مألوفة في الإعجاب، كما اطلعت على (نقد) متواضع تدرج من الانطباعات العابرة الى حد الازدراء والتجريح الشخصي، وبعض الابتذال اللفظي ايضا، وهذا امر اصبح شائعاً وربما مفهوما في مجتمعنا.

احاول هنا ان اتحدث عن القراء الفعليين، الذين قرأوا الرواية وشكلوا انطباعاتهم عنها، وليس عن اولئك الذين هالهم تسويقها وسرعة صدور طبعاتها المتتالية، والتي بلغت الطبعة الثالثة في اقل من شهر، وهو امر غير مسبوق في تاريخ الرواية العراقية كما احسب، فهؤلاء ليس لي شأن بهم لانهم ينسخون كلام بعضهم ويكررونه.

هذه (الظاهرة) بشقيها، الفني والتسويقي، لم تنل اي جهد إعلامي حقيقي لفحصها، فلم يكتب عن الرواية رأي فني واضح، باستثناء إشارات عابرة، هي اقرب الى ردة الفعل منها الى تشكيل انطباع معتبر، كما لم يتوقف احد بشكل ما عند الظاهرة التسويقية الغريبة وفحصها، ففي كل الثقافات، لا يمكن ان يمر حدث مثل هذا دون وقفة جادة من الأوساط المعنية مباشرة، أو من الاعلام والذي اصبح في اقل تقدير آزاء مادة صحفية مغرية.
انا قرأت الرواية، ونصحت بعض اصدقائي بقراءتها فهي من الناحية الفنية رواية جديدة في لغتها وأسلوبها، وأقرب منها للغة الروايات المترجمة، اذ خلت من اية تفخيمات وألعاب لغوية، تجاوزت فيها الكاتبة (ربما مصادفة عدم الخبرة) أنماط السرد الشائعة في كتابة الرواية، التي يؤلفها كتاب عراقيون، وفتحت افاقاً غير مسبوقة (ربما بجرأة محسوبة)، او ربما بتلقائية الذي يغامر للمرة الاولى، وهذا في كل الأحوال امر صحي وعافية جديدة.

• • •
قرأت للأسف (محاكمات فورية) للرواية، انطلقت من مقدمات غير مقبولة في اخلاقيات النقد وحتى في الكتابة الانطباعية، من مثل المقارنة مع منجزات فؤاد التكرلي وغائب طعمة فرمان وسواهم، وكأننا نائمون على سرير منتصف القرن الماضي، ولسنا نعيش في عام 2016. وكما لو ان في اعناق الكتاب من الأجيال الجديدة، بيعة ابدية لنمط محدد ساد ولعقود طويلة في كتابة الرواية المحلية، وأصبح ليس من حق هذه الأجيال ان تبتكر اساليبها السردية الخاصة بمزاجها وبثقافتها واهتماماتها.
للآن، ووسط عشرات التعليقات، لم اقرأ راياً فنياً جديرا بالاهتمام كما قلت، وحتى الذي شكل رأيا ما، فهو يتردد في إعلانه صراحة، فراح يلف ويدور حول شهرة الرواية ولم يجازف بالقراءة من داخلها، ربما خوفاً من سلطة جديدة، هي سلطة (العوام الثقافية)، تلك الشريحة من الأميين الذي يرددون الكلام نفسه استنساخاً والذين أصبح لها حق الحديث نيابة عن مؤسسة النقد المنهجي الغائبة في الأصل.

•• •
بانزعاج وتذمر، يستغرب أحد الاصدقاء في منشور له على صفحته في الفيس بوك، من سرعة انتشار هذه الرواية، وهو كاتب معروف لا يبيع أكثر من 200 نسخة من إصداراته في أحسن التوقعات، فهذا الكاتب الذي لا يخلو من موهبة واضحة في السرد، يعيش اوهام بعض العبقرية والعمق والتعالي على القراء، التي فندتها منذ زمن طويل نظريات القارئ ونقد استجابته بوصفه السلطة المطلقة على النص. الأحرى به، ان يستغرب من عدم إقبال القراء على رواياته التي تعب على كتابتها سنوات طوال.
يجب ان نفكر ألف مرة في هذا الامر، فالكتاب سلعة ثقافية محكومة بشروط السوق ايضا. اما إذا كنا نتوجه لقارئ بعينه، من مستوى رفيع تضمنه خيالنا عند زمن الكتابة، فلنترك لغيرك حرية التوجه لقرائه ايضا.
صديق اخر يعلق بألم، بان الزمن بعد صدور هذه (الرواية) لم يعد زمننا وربما سينصفنا المستقبل بعد ان تعثر على منجزاتنا الأجيال القادمة وتصرخ: لقد وجدتها، ونسينا ان زمن (لوتريامون) قد ولى والى الأبد، فمواقع التواصل الاجتماعي لم تعد تسمح بخلق عبقريات تموت في الظل، الجميع هنا يتحرك تحت الضوء، وبما ان النقد الأكاديمي يعمل في دائرة ضيقة جدا، أو غير مؤثر في الواقع، فان نجاح الكتاب تحدده ردود افعال القراء، ونسبة مبيعاته، واستمراريته في التداول، وليس لدينا طريق رابع باعتقادي لقياس هذا النجاح. ليس صحيحا ان الناس تتهافت فقط على الكتب (السطحية) الناس تحب الكاتب الذي لا يتعالى على لغتها، ويقدم ابداعه دون افتعال وهناك أمثلة لا يمكن حصرها .
فإذا كنا لا نستطيع كسب ألف قارئ لكتابنا، لماذا نطبعه من الاساس؟ فهناك مشكلة يجب ان نبحثها بهدوء وكف لعبة البحث عن سبب غير واقعي لتعليق اللوم عليه، هناك مشكلة حقيقية مستعصية، لان طباعة الكتاب هي صناعة كما نعرف، فهل سنكتفي بدفع ثمن الورق والشحن لصاحب دار النشر، ثم نوزعه مع إهداءات تحمل دعوة حزينة لقراءته على حلقة مغلقة من الاصدقاء، أو للعابرين في شارع المتنبي؟! هذه ايضا ظاهرة لم يتطوع أحد لفحصها. ظاهرة سوء فهم عميقة بين الكتاب والقارئ. من جانبنا ككتاب لا نريد التنازل عن (غموضنا) ولا اقول (عمقنا) خشية على مقاماتنا الثقافية ان تتهم بالسطحية. وهذا مرض ورثناه من اجيال سابقة وأعني مرض الغموض المفتعل والتعالي على القارئ. وأحب ان اتذكر هنا بان ثورة (الان روب غرييه وجماعته) وبيانهم الشهير الذي انطلق منتصف القرن الماضي من باريس عاصمة الثقافة لهذا الكوكب، تحطم على يد كاتب مغمور، اسمه غابرييل غارسيا ماركيز من كولومبيا المغمورة هي الاخرى، والذي باع خمسين مليون نسخة من روايته الاولى دون ان يعرف معنى (الرواية الجديدة) وامام روايته العبقرية، تلاشت كل نظريات ازدراء القارئ والتكبر عليه وسقطت كل سلطة نظرية تجريدية متعالية.

• • •
الحياة تغيرت وتغير معها كل شيء، اقرأ بين فترة واُخرى وكلما أتاح لي وقتي ذلك، مراجعات الكتب في النيويوركر والنيوريوك تايمز وباريس ريڤيو والغارديان، وأصدم بأسماء جديدة من الروائيين (الشباب) الخص بعض هذه المراجعات في صفحة (انفي يطلق الروايات) المعروفة، لأسماء لم نسمع بها من قبل، تبلغ مبيعات كتبهم الملايين وليس الآلاف. وقادني فضولي اكثر من مرة، لقراءة بعض هذه الروايات من بينها مؤلفات نيكول كرواس الثلاثة، ومواطنتها جيني هان وسواهما، ووجدت عندهما ان الرواية، ذهبت الى مجاهيل بعيدة عما كنا نقراه ونستمتع به ونتعلم منه. هناك تهديم متواصل للأشكال التقليدية التي الفناها وكذلك المواضيع التي تعودنا ان نصادفها. ان عالما جديدا من الأدب ينتج بعيدا عنا.
• • •
من هنا، ومن حساسية الأجيال الجديدة، التي تتأثر بكشوفات جيلها في مختلف أنحاء العالم، ومن اهتمامات القارئ الجديد علينا قراءة "ساعة بغداد" لشهد الراوي، التي تشكل انعطافه غير مألوفة في الرواية التي تكتب في العراق. رواية هي بتقديري ليست عابرة كما يعتقدها البعض، وليست مجرد صرعة وستذهب للنسيان، لا، أبداً ، انتظروا المزيد من الروايات التي ستولد بلا أبوة محلية، انتظروا شبابا اخرين يتنفسون هواء زمنهم ويكتبون بلا خوف، الكتابة حرية اولا وأخيرا، وعندما ولدت الرواية في اوروبا ولدت معها حرية الشكل فبين سرفانتس وديستوفسكي فجوة شكلية عميقة وبين الاخير وكونديرا ثقوب سود لا يمكن ردمها ... وهذا هو حال الفن على مر التاريخ، كان النقاد يسخرون من الانطباعية، ثم من التعبيرية والسريالية والدادائية والتجريدية حتى وصلنا البوب ارت، الذي اصبح كلاسيكيا امام الفنون التركيبية والمفاهيمية. من حقكم الطبيعي الدفاع عن القلاع القديمة ولكنها ولشديد الأسف مجرد قلاع قديمة بحاجة الى صيانة وترميم لكي لا تأكلها امواج المياه المالحة.
اذ من المخجل في 2016 وضع سيف فؤاد التكرلي على رقبة الكتاب الشباب، وبهذه المناسبة، تحاشيت في كتابتي هنا، ذكر مصطلح (الرواية العراقية) لان هذا الشيء غير موجود بتقديري، حيث إنني شخصيا لا اعرف ماهي الملامح الفنية لمثل هكذا رواية، هناك روايات يكتبها عراقيون، بعضها روايات في غاية الابداع، والبعض الاخر يتراوح بين المقبولية والولادة الميتة. وإذا يتطوع أحد من الإخوة الكتاب، والمهتمين من ذوي الاختصاص بتصحيح وجهة نظري سأكون ممتنا له بصدق.
• • •
" ساعة بغداد" رواية حديثة بكل معنى الكلمة، كتب الثلث الاول منها ببراعة فنية عالية، حين تحدثت الراوية بلسان طفلة احالتني الى تلك الاستطرادات التي أمتعنا بها سالنجر في روايته الذائعة الصيت (الحارس في حقل الشوفان)، بدرجة توهمت معها بأنني إزاء حكاية مكتوبة للأطفال، ولكنها تبدت لي فيما بعد (الطفولة المستعادة قصدا) التي يحدثنا عنها جان كوكتو. احداث الرواية، معظمها تجري في محلة بغدادية في جانب الكرخ تحديداً، في المناطق التي تسكنها الطبقة (المترفة) بمقاييس اهل بغداد، يتشكل المكان على هيئة سفينة راسية شراعها برج المأمون، وقمرتها ساعة بغداد، ذلك النصب الحديث الذي عرفناه في عقد التسعينات، ثم برج الزوراء كمرساة لهذه السفينة المتخيلة، التي تأخذني في رحلة سحرية مدهشة كأنها للوهلة الاولى من حكايات (دزني لاند)، ولكننا عندما نتعرف على القبطان (انا قائد السفينة التي لا تتحرك) نخرج الى عالم الافكار التي تطير بأجنحة خفيفة وندخل عالم الجدية.
تكبر طفلة الملجأ التي تتعثر بالفانوس، لتسيل النار أشباحا على جدرانه وتكبر معها التفاصيل، حيث حياة المراهقة وسط ظروف الحصار التعيسة وبداية هجرة الطبقة الوسطى من البلد.
ماهي الطبقة الوسطى يا ابي؟
• أبناء الدولة
وماذا عن الفقراء: هؤلاء أبناء الوطن.
العلاقات العاطفية البريئة، التي تسرق الوقت من الاحتفالات السياسية، لتطلق أغنياتها التسعينية في فضاء المتنزهات والحدائق العامة، بعيدا عن (ضجيج الشعارات). هناك نادية ومروة وبيداء، الطالبات في نفس المدرسة، يقعن في حب شباب من المحلة ويعشن معهم قصصا متقاربة، فيها لذة المراهقة وطيشها البريء، تدخل الرواية عالمهم بلغة بسيطة لا تعقيد فيها ولا افتعال، ولكنها تكشف لنا بعض غموض ذلك العالم وأسراره. لناحية التعرف على الأحاسيس الاولى للفتيات، وترددهن العاطفي وسذاجة المشاعر الأولى. وهناك عالم الكبار، الذي يقوده (عمو شوكت) تلك الشخصية البغدادية ذات الأصول التركمانية التي تشكل بحق نموذجا للتكنوقراط (ابن الدولة) حين يواجه تفكك هذه الدولة وانهيار عملتها النقدية بين يديه (كونه يعمل مديرا في المصرف). وزوجته الكردية التي تغادر بغداد الى كردستان، ولن تعود لها الا بعد سقوط المدينة (هل هناك رمزية في هذا الامر) من حقي كقارئ قصدي، ان أتأول هنا وبحدود التأويل المسموح الذي يسحبني ايضا الى بيت العائلة المسيحية وما جرى له من امتهان.
هناك الكلب الذي يولد من الفراغ، ويمارس غرائبياته على نحو غير متوقع، ودخوله حياة المحلة كفرد كامل الأهلية.
يأتي المشعوذ وهو شخصية مصنوعة بدقة، ويغير أحوال السكّان حين يوزع نبوءاته في الهواء:
• ليس لأي منكن مستقبل في هذا المكان.
هذا (المشعوذ) الغريب الأطوار سيكون محركا محوريا في الأحداث، يظهر ويختفي حسب حاجة السرد، فمرة هو قبطان السفينة، ومرة يظهر لإحدى الشخصيات ويتنكر لها، ثم يظهر راقصا في حفل خطوبتها التي أخبرها بسوء عواقبها، وأخيرا يظهر كانه موفد من الغيب، ليرسل الراوية وصديقتها الى السماء حيث تلتقي جارهم الشهيد في الحرب الايرانية - العراقية ثم جدها الذي توفي قبل ان تراه.
في السماء، في عالم الغياب الابدي، نقرأ واحدا من أجمل فصول الرواية وأكثرها سحرا وغرابة. تحلق بنا الكاتبة في خيال نادر، يجمع بين براءات الأطفال وغايات الكبار، بين عالم الغياب الذي يشبه الفردوس وعالم الحضور القاسي، والاختناق بين الرغبة في العيش بينهما.
الثيمة المهمة التي طرحتها الراوية، ولكنها بتقديري لم تفها حقها، هي (سجل المحلة) الذي استعارت فكرته المركزية من رواية (مائة عام من العزلة) لماركيز (الرواية الوحيدة في مكتبة بيتنا) حيث تدون وصديقاتها في هذا السجل كل ما يحمي المكان من النسيان على حد تعبيرها. هذا السجل الذي سيتحول الى راوٍ للأحداث القادمة عبر مفارقة فنتازية يحتل فيها "المستقبل" دور السارد في رحلة استفزاز وتشويق غاية في الابداع يحدثنا عن تفاصيل الحياة البغدادية وأسرارها.
وقبل ان نذهب الى "المستقبل" وقرارته فنحن نعيش مأساة الهجرات المتتالية لسكان المحلة عبر وقائع تراجيدية يعرفها كل من عاش تلك السنوات المؤلمة. حين ازدهرت ظاهرة الهجرة الجماعية من البلد... هناك رحيل (عمو شوكت) المأساوي وهناك مشهد غير قابل للنسيان، هو بقاء الكلب وحيدا ليواجه مصيرًا لا اعرف كيف تجرأت عليه الرواية بكل هذه القسوة.
لا اريد ان أفسد على القارئ مفاجآت فصل (المستقبل) لأنه حقاً فصل النهايات غير المتوقعة.
بقي ان اقول، انا اعرف جيدا ما سيثيره هذا المقال من ردود افعال، لأني رأيت بعيني الطريقة التي استقبلت بها الرواية من بعض المعلقين، الذين تجاهلوا مضمونها (بعضهم عن كسل) والبعض الاخر أخذته صدمة التوزيع والانتشار ونوع الاحتفال الشبابي بها، وبعضهم بدافع الياس، واخرون ركبوا موجة التسقيط باعتبارهم (عميقين جدا) ودستويفيسكيين كافكويين وحراسا اشداء لتراث التكرلي المنهوب على يد رواية تكتبها بنت شابة ممنوع عليها باسم شرطة الثقافة ان تكتب بطريقتها.
"شهد الرواي" روائية تبشر بألف خير، واعتقد انها حقاً بحاجة الى عمل ثان وثالث، وادعوها كأخت وصديقة الى ان تعيش لحظة النجاح الباهر الذي يتمناه كل كاتب مع جمهورها الكبير، الذي يعبر عن نفسه بطرائق غير مألوفة لنا، دون الانشغال بتعليقات من لا يقرأ، او من يقرأ وهو يمسك فاس الحطاب لا عدسات القارئ الحيادي.
زمن جديد من الكتابة يولد امام كسلنا وهشاشتنا النقدية، جيل جديد يقول كلمته خارج أسوار الشروط العتيقة والبالية، اما نحن فسنبقى نطبع كتبنا ونهديها مجانا للأصدقاء والجيران ونكتب عليها إهداءات مملة، بينما تتوالى طبعات "ساعة بغداد" وتحقق على مواقع البيع العالمية نسبا غير مسبوقة لأي كاتب عراقي، اللهم سوى المبدعة انعام كجه جي وحسن بلاسم واحمد سعداوي وبعض الكتاب الذين لا تتوفر كتبهم على هذه المواقع من مثل الكبيرة لطفية الدليمي وعلي بدر الذين تتيح معارض الكتب فرصة الحصول على كتبهما.
يرد فيليب سولرز على خصومه وحاسديه في مطلع شبابه: انا وسيم وثري وكتبي هي الاكثر مبيعا، ماذا الذي يزعجكم في ذلك؟

وتقول شهد الرواي على موقعها: انا حسنة المظهر وموهوبة وأشكر الله على كل هذا.