اكير كوروساوا.. امبراطور السينما الحديثة

اكير كوروساوا.. امبراطور السينما الحديثة

اعداد/ منارات
أكيرا كوروساوا عبقري السينما اليابانية أو المعلم الأكبر كما يسميه المخرجون اليابانيون الجدد. والقاب أخرى كان ينتزعها بعيد إخراج كل فيلم من أفلامه. حينما تورد السينما اليابانية، فان اسمه يكون دائماً في الطليعة، حيث يعتبر اكيرا كوروساوا واحداً من اهم الصناع ليس في اليابان بل على مستوى الحرفة السينمائية العالمية.

ولد أكيرا في طوكيو 23/3/1910 توفي في 23 أيلول/سبتمبر 1998، وكان اصغر اخوته التسعة، فقد اخوين من اخوته في بداية حياته اذ انتحر احدهما فيما توفي الثاني بعد فترة قصيرة من المرض كما توفيت شقيقته بعدهما بفترة قصير مما ترك اثرا حزينا في نفسه.
يعتبر «كوروساوا » الياباني. الأكثر شهرة خارج حدود بلاده. والياباني الأكثر عزلة فيها. ذلك أنه يجد صعوبة في تمويل أفلامه. وتعكس حياة كوروساوا الصراع الذي يخوضه فنان السينما الحقيقي في كل مكان من العالم. والثمن الذي يدفعه. لكي يعبر عن نفسه في إطار تحكمه قوانين السوق أكثر من أي فن آخر.
ونكتب مما قاله: "إذا كنت مهتما بكيفية التوصيل دون أن يكون لديك ما تقوله فإن الطريقة التي تقول بها لا يمكن أن تعطيك نتيجة، فالتقنية لا تصنع مخرجا إنما تحدد ملامحه, وحينما تكون التقنية بدون أساس يدعمها فإنها تقتل الفكرة الأساسية التي يجب أن تبرز".
" راشمون" فيلم سينمائي قصّته لا تتجاوز 26 صفحة من القطع الصغير، وحاز على الجائزة الكبرى في مهرجان البندقية عام 1951، ومع هذا الفوز الكبير انفتح الباب واسعاً لمعرفة عالم كورساوا نفسه والسينما اليابانية. وكإجابة على هذه الحيرة في إنتاج فيلم عن قصّة قصيرة.
بدأ أكيرا كيرساوا عمله في السينما في العام 1936 في احد الاستوديوهات اليابانية كعامل طلاع وكمساعد مخرج وكمساعد مخرج وذلك من خلال العمل" الدأب والصبر " وفيلم " الحصان" وكان فيلمه الأول" "سانشيرو سوجات" عام 1943، والذي بتعبيره "يفصح عن تمكّن مدهش من الوسط السينمائي الذي يبدع من خلاله، فليس هناك أثر للتردد الأسلوبي أو الوقوع على تأثيرات الآخرين التي يجدها المرء أحياناً في الأعمال الأولى لبعض المخرجين."
وقبل ذلك كان كوروساوا يصرف ساعات على تطوير موهبته في كتابة السياريو، والتأليف السينمائي، فكانت المؤثّرات الأساسية في تكوين كوروساوا الإبداعي بالاعتماد على كتابه "ما يشبه المذكّرات" حيث يذكر قرابة مئة فيلم أثّرت فيه بعمق في سنوات مراهقته وشبابه.
وبُعيد الحرب العالمية الثانية، والتي كان لها أثر بارز في ثقافته اللاحقة، اخرج أربعة من الأفلام كرّسته كمخرج في اليابان وهي: "لا أحزان على شبابنا 1946" وهو أوّل فيلم مناهض للحرب ويتمتّع بجودة فنية حقيقية، و "أحد رائع 1947" و "الملاك السكّير 1948" و "الكلب الضال" حيث عالج من خلالها أثر الحرب على عاصمة اليابان طوكيو التي عجّت بالخراب والدمار واليأس.
وكانت لللهوية الثقافية اليابانية أثر في وسع أعمال مخرجنا، وخاصة أنه الموضوع الذي شغل اليابانيين على امتداد عقود طويلة، إضافة إلى تأثره بالرأي العام، أو الضغط الرقابة، ومقصها، ومدى تمرده أو لنقل جرأته على تجاوزها وفي ذلك نقتبس جزءا من كلامه:
"يريدنا البعض أن نخرج أفلاماً عن أيّ شيء يكون رائجاً، ويتحدثون عن نوعية الأفلام التي تحظى بإعجاب الجمهور، وأنا أتفهم هذه المشاعر، ولكن الأعمال الجيدة تأتي نتيجة لوجود رؤية وقوّة تخيّل تنبع من داخل الإنسان الذي يبدع تلك العمال."
إن أوّل ما يلفت النظر في أفلام كوروساوا هو طابعها الانتقائي، ولكن في ضوء وَلَعه بالكاميرا المتحرّكة، فليس عجيباً أن نجد "مورانو" يتصدّر قائمة أفلامه الأثيرة، غير ان الأمر الأكثر أهمية من ذلك هو أننا سنجد أنفسنا أمام سيرجي إيزنشتين وفيلمه الشهير "المدرعة بوتمكين" وأثره في "القلعة المحتجبة" من خلال الحشد الذي يموج على درج القلعة."
عمد النقاد إلى تأثر كوروساوا بـ "إيزنشتين" ومما يعزز هذا الاستنتاج أن جملة من الآراء أكّدت ذلك، ومنها رأي نويل بيرش صاحب كتاب "السينما: قاموس نقدي" بأنه الوريث الوحيد لإيزنشتين من حيث إنه أعاد تغيير اللقطة إلى وظيفتها الحقيقية، بحسبانها المعيار المرئي والمعلن للخطاب السينمائي.
ولكن ذلك لم يك انتقاصا بقدر ما هو تمييز، فكورو استطاع بجميع الأحوال أن يشث دربه الخاص، والمميز، بأسلوب فني راقفي، مذهل بتناقض.

1 ـ فيلم "سانشيرو سوجاتا" ومدّته77 دقيقة، ويبلغ طوله 6929 قدماً، عُرض لأوّل مرة في 25 مارس 1943 كوروساوا هو الذي كتب السيناريو الخاص بالفيلم اقتباساً من رواية لتوميتا تسونيو.
2 ـ فيلم "الرجال الذين دهسوا ذيل النمر" عرض للمرة الأولى في 24 أبريل 1952، وكان قد أنجز في 1945، ومدّته 58 دقيقة وطوله 7366 قدماً، وهو أكثر إثارة من فيلم "سانشيرو سوجاتا" يستمدّ مادته المباشرة من مسرحية "كانجينشو" وهي إحدى مسرحيات الكابوكي، التي تحظى بتقدير كبير، وعلى مسافة أبعد هناك مسرحية "أتاكا" التي تنتمي إلى مسرح النو، حيث يقدّم تصوّرين دراميين لحادثة تاريخية تنتمي إلى العصور الوسطى اليابانية.
3 ـ فيلم "لا أحزان على شبابنا"، بالطول الاستثنائي 9913 قدماً وبزمن قدره 110 دقائق، وقد عُرض لأوّل مرة في 29 أكتوبر 1946، وينفرد، لأوّل مرة، وجه نسائيّ فيه، ويتّخذ من مشكلة النفس موضوعاً له من خلال البطلة التي تبحث عن معنى لحياتها كفتاة تنتمي إلى البورجوازية، وأعدت للزواج من رجل ينتمي للطبقة ذاتها.
4 ـ فيلم "راشومون" الذي تناوله النقّاد بالكثير من الكتابة سلباً وإيجاباً.و "راشومون" حاز على الجائزة الكبرى لمهرجان البندقية عام 1951. وحصل بعدها على جائزة الأوسكار كأفضل فيلم أجنبي
5 ـ فيلم "الساموراي السبعة" أشهر أفلام كوروساوا، والذي بدوره لم يسلم من الانتقاد العنيف، برزت فيه مقدرة كوروساوا على نقل عمليات التمزّق والانتزاع من المكان الذي تحفل به هذه المرحلة من تاريخ اليابان إلى تجلّيات بصرية مدهشة، على حدّ تعبيره.
6ـ فيلم "الحياة" الذي يعتبره الناقد ديفيد تومسون أفضل أفلام كوروساوا على الإطلاق، باعتباره يفصح عن عذاب حقيقي قلما تمّ التعبير عنه بهذا القدر من الوضوح. وقد عرض للمرة الأولى في 22 نوفمبر 1955، وتبلغ مدة عرضه 103 دقائق
7 ـ فيلم "عرش الدم" الذي يتعرّض للحرب الأهلية اليابانية ما بين عامي (1467 ـ 1568) كخلفية تاريخية له، ولكنه في الوقت نفسه يقدّم صياغة بصرية راقية لرائعة شكسبير "ماكبث" وقد عُرض للمرة الأولى في 15 يناير 1957 وتبلغ مدة عرضه 110 دقائق
8 ـ فيلم "القلعة المحتجبة" وهو أوّل فيلم من أفلام السينما سكوب (الشاشة العريضة) وفاز بجائزة مهرجان برلين الدولي وجائزة أفضل إخراج وجائزة النقاد لأفضل فيلم عالمي 1959 وجوائز شريط طوكيو الأزرق.
عرض درامي لبعض الأعمال:
ران (1987):
الفيلم العاشر. الذي أتاح لكوروساوا منذ فيلمه «هم الذين وطئوا ذنب النمر». تدور حوادثها في حقبة زمنية قبل القرن العشرين. واستطاع اكيرا أن يعيد بناء الماضي. بإتقان في جانب الديكور والملابس، والتصرفات السلوكية حد العظمة. دون أن تؤثر هذه الحقبة الزمنية على السياق الدرامي الذي يحتاجها.
رواية الفيلم مستوحاة من «الملك لير» لشكسبير تعتمد على موضوع الحرب القائمة بين الأب وأبنائه.
«ران» فيلم من السينما الدرامية (الصراع العائلي والسياسي). وسينما التاريخ (الصراع على السلطة). والطبائع الإنسانية المتشائمة كذلك ترى في محور الفيلم شخصية هزلية (كيوامي مهرج الملك) والذي يعلق على أحداث التاريخ بشك أخلاقي ونقدي لاذع.
إن الفيلم كله تجربة عظيمة في التعبير عن معاناة الإنسان تحت وطاة الطمع والخطيئة والانتقام. ودرس جدير بالتأمل في التمثيل والتصوير وحركة الكاميرا والتكوين السينمائي.
يقول كوروساوا: «أرجو أن اقترب في فيلم ران من حقيقة السينما قدر المستطاع ففي أفلامي السابقة كانت لحظات معدودة قريبة من هذه الحقيقة. أما هنا فأنا أرغب في أن تسيطر السينما باستمرار».
راشومون , تحفة الياباني كوروساوا الخالدة:
من اين تكون البداية حينما نتحدث عن فيلم من توقيع الياباني المبدع اكيرا كوروساوا، هل نبدأ من الفيلم او المبدع وحينما نذهب الى الفيلم هل نبدأ من النص الاصلي او النص السينمائي لان هناك مساحة كبيرة بين النص الاصلي «الروائي» - المسرحي - وايضاً النص السينمائي، الذي بات يعتقد نسبة كبيرة حتى من اليابانيين انفسهم بانه النص الحقيقي علماً بان النص مأخوذ من مجموعة قصصية كتبها ريونسوك اكوتاجاوا الذي تعاون معه لاحقاً كوروساوا في صياغة مفردات النص السينمائي، بشكله ومضامينه الجديدة معتمداً على الجوهر الاصلي للحكاية، منطلقاً لمزيد من التحليل المعمق للشخصية او الشخصيات المحورية، وميلها لتبرير تصرفاتها حتى لو كان ذلك عبر الكذب، والذي يأتي هنا عبر روايات تذهلنا دقتها، رغم حالة اليقين التي يحسها المشاهد في ان ما يقال، ما هو الا افتراء، وتبرير للحالة التي تعيشها كل شخصية من تلك الشخصيات التي التقت امام بوابة «راشومون».
المشهد الافتتاحي للفيلم، يمثل مدخلاً حقيقياً لتحفة سينمائية، حيث مشهد ذلك المنزل والمحاكمة وذلك الرجل الذي يشهد المحاكمة والتحقيق وهو يقول: «انا لا افهم» حيث تتداعى الحكايات والروايات فيما يشبه الاحاجي.
ونشير الى ان المشهد الافتتاحي حيث بوابة راشمون وتساقط الامطار وتلك الظلال والاضواء، تجعلنا ننتقل الى عوالم ذلك الزمان والحدث.
وهنا نشاهد حطاباً وراهباً يستظلان تحت بوابة «راشومون» عن سيل المطر وكان ذلك المطر يريد ان يغسل النفوس ويغسل الاحداث بحثاً عن الحقيقة، وسط تلك الاجواء يدخل شخص مسرعاً حيث يبادرهما في حديث عن حادث اغتيال غريب من نوعه، حيث نستمع الى اربع روايات او حكايات لتلك الجريمة وذلك الحادث البشع، ويروي تلك الحكايات قاطع الطريق والزوجة والزوج والحطاب، وكل منهم يروي ادق التفاصيل عن ذلك الحادث، مشيرين الى ان احداث الفيلم تبدأ من النهاية، بمعنى اننا نعرف أن هنالك جريمة قتل وسرعان ما تبدأ عملية التحقيق والروايات التي يأتي كل منها لتبرير حالة الراوي الذي يرويها، اربع قصص واربع روايات مختلفة، كل منها تقدم معلومة وكل منها نصف حالة وكل منها تذهب الى تحليل جانب، سواء عن القتيل او القاتل او حتى الظروف التي تحيط بالحدث.
ويظل الشك هو الحاضر الاساسي....
ويظل الدافع الذي هو المحفز للرواية والزاوية التي ينطلق منها الراوي لكل قصته، فقاطع الطريق يقدم الرواية التي تتوافق مع غروره وصلفه وحدته.
في الوقت الذي تقدم به الزوجة الحكاية وحيثياتها، من اجل ان تحفظ شرخها وعفتها.
ويذهب بعيداً ذلك الزوج وهو يقدم روايته، مستدعياً تقاليد الساموراي الصارمة في الوقت الذي يجد الحطاب نفسه وهو يقدم روايته بانه يذهب لستر الحقيقة، وعدم كشف خيوطها الحقيقة، التي تظل غائبة او مغيبة عبر قصص تجعلنا نؤمن بأنها حقيقة، ولكنها غير ذلك تماماً، انه الالتباس والشك الذي يبرر الاشياء وهو ما تلجأ اليه الذات البشرية في تفسير الامور حسب هواها، وحاجتها وظروفها.
الكتابة الروائية التي انطلق منها - اكوتاجاوا - في كتابة «راشومون» بلغت حالة من الثراء في بناء وتحليل الشخصيات عند معالجتها سينمائياً، فالتحليل يتجاوز السرد الروائي بما يتمتع به من الغموض وتلك الاحاجي والالغاز في كتابة النص، فالتحليل يعرفنا على النفس الانسانية لشخصية الراهب الذي يظل محافظاً علي ايمانه وعمله من اجل خير البشر، رغم هول الجريمة وكارثية الروايات التي لا تكشف عن جريمة واحدة بل جرائم تحملها كل تلك الشخصيات المشبعة بالهموم والكذاب، وهكذا الامر بالنسبة للزوجة، التي تظل تبرر كل ذلك من اجل المحافظة على شرفها، ولكن الى ان تقودها رغبتها او بمعنى ادق «شهوتها» وايضاً الزوج الساموراي، الذي يقرن حياته وحكايته بالعزة والكبرياء والشموخ كمبرر لما قام به ولكن اين الحقيقة في كل ذلك، وايضاً في رواية الحطاب فهو كان بريئاً او شاهد اثبات، او مجرد شخصية ارادت ان توسع دائرة الشك من خلال حالة الشك التي تعيشها وحالة الالتباس مع الذات.
اربع روايات مختلفة، باختلاف اصحابها ومواقفهم.. اربع حكايات لكشف ميول كل شخصية لتبرير تصرفاتها بل ان كل شخصية تذهب بعيداً في تقديم دافع النفس البشرية امام الشهوة والاغتصاب والقتل والسرقة والكذب.
حكايات ومواقف وتبريرات وذوات انسانية متعددة الرغبات والاهداف والمصالح.
وحينما يورطنا كوروساوا في لجنة تلك الروايات والتباساتها ويعلم جيداً باننا ذهبنا الى التحليل، دون الحاجة الى معرفة القاتل الحقيقي، يورطنا في المشهد الاخير بحكاية اخرى حيث حكاية اللقيط الذي رماه اهله عند بوابة راشومون حيث نشاهد كماً من الممارسات التي تفتح في عقلنا كماً من الاسئلة، فهل ذلك اللص الذي عرفناه، والذي يقوم بسرقة رداء «الكيمونو» الذي لقي به الطفل مجرماً، او اكثر انحطاطا من والد الطفل الذي استمتعا برغبتها، ليتركا ذلك الرضيع على قارعة الطريق، ثم لماذا يقوم ذلك الحطاب بأخذ الطفل وتربيته وهو من لديه ستة اطفال وحينما لا نجد الجواب، يتركنا كوروساوا ويتركنا الفيلم والرواية والمسرحية، من اجل ان نتحاور مع الذات، وكم نحن قريبون من عوالم تلك الشخصيات واسرارها وغموضها ومبررات جريمتها.
ولاننا في اطار الفيلم فاننا لابد ان نتوقف امام الاداء الرفيع المستوى للنجم الياباني القدير توشيرو موفين بدور قاطع الطريق تاجيمرو تلك الشخصية الحادة الملامح والقاسية، والتي تبرر فعلتها بمنطقها الخاص، وهكذا الامر مع بقية الشخصيات.
وفي الفيلم ايضاً ماشيكو كايو وماسابوكي موري وتاكاشي شيمورا.
الفيلم ترشح للاوسكار عام 1953 كما ترشح لجائزة بافتا «جوائز السينما البريطانية» وفاز بكم من الجوائز من بينها الاسد الذهبي في مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي وهو احد التحف المهمة الخالدة في تاريخ الفن السابع.
عمل سينمائي قدم باحتراف عال «بالاسود والابيض» عبر لغة سينمائية، جعلت «هوليوود» وصناعها يرفعون القبعة احتراماً لذلك المبدع الياباني الكبير، الذي اكد حضور السينما اليابانية وفتح ابواب التعاون عبر كم من الاعمال التي اقتبست من اعماله ومنها فيلم «الساموراي السبع» الذي حولته هوليوود لاحقاً الى فيلم «العظماء السبعة» وغيرها من الاقتباسات السينمائية المهمة، لان ما يقدمه كوروساوا هو عبارة عن سينما من نوع آخر، وفكر من نوع مختلف، سينما تذهب الى العقل.