مؤسسات التربية والتعليم في مدينة بغداد 1939 - 1958

مؤسسات التربية والتعليم في مدينة بغداد 1939 - 1958

■ د. عباس الزاملي
ظهرت الآثار السلبية للحرب العالمية الثانية في مختلف النشاطات الاقتصادية و الاجتماعية والثقافية في العراق وتأثرت بها مؤسسات التربية والتعليم , التي تركز معظمها في مدينة بغداد، وعلى الرغم من سير التعليم على وفق الأسس العصرية لكنه كان بطيئا نسبيا تكتنفه عقبات كثيرة ومصاعب جمة . تمثلت بنقص الكادر التعليمي وقلة المستلزمات المدرسية من ( أبنية ومقاعد وكتب دراسية).


وابتعاده عن الاتجاه القومي بعد انتفاضة مايس التحررية عام 1941. لخضوعه لتوجيهات المستشارين البريطانيين , فضلا عن ذلك أنه أتسم بالسطحية والعناية بالكم على حساب النوع , مما أدى إلى ضعف المستوى العلمي بشكل عام . ويهدف تسليط الضوء على التطور التاريخي لمؤسسات التربية والتعليم في بغداد بين عامي 1939- 1958, يبدو أن من الأهمية تقسيم الموضوع على ثلاث مراحل:
أولا: التعليم الأولي في مدينة بغداد.
ثانيا: التعليم الثانوي في مدينة بغداد.
ثالثا: التعليم العالي في مدينة بغداد.

أولاً: التعليم الأولي في مدينة بغداد
الكتاتيب: على الرغم من وجود مؤسسات التربية والتعليم في مدينة بغداد فقد أعيد العمل بالكتاتيب. التي كانت متخلفة على روح العصر لعدم قدرتها على مواكبة التدريس في المدارس الحديثة القائمة على مناهج علمية متطورة , تقوم بتدريسها كوادر تعليمية مؤهلة لتنمية القدرات العقلية للطلبة , إذا أنها إلى جانب هذه السلبيات كانت تمثل بديلا عن التوسع في المدارس الابتدائية , وبرزت في مدن بغداد والبصرة والموصل فضلا عن بعض المدن الأخرى . أزداد نشاط الكتاتيب في بغداد خلال الحرب العالمية الثانية في استقبال أطفال الفئات الفقيرة والمتوسطة , لمدة معينة قبل مرحلة الدراسة الابتدائية , وانتشرت في المناطق الشعبية , أو في أطراف المدينة , وكانت أعدادها متذبذبة وأعمالها مضطربة وبعضها يأخذ أجور شهرية لا تزيد عن (50) فلسا.
اهتمت وزارة المعارف العراقية بتنظيم الكتاتيب , وأفردت لها صفحة كاملة في التقارير السنوية لسير المعارف من عام 1944-1955 وأخضعتها لرقابتها المستمرة ؛ وألزمت أصحاب الكتاتيب والقائمين عليها , بإحاطتها علما عند الشروع بفتح كتاب جديد ومراعاة الشروط الصحية فيها . ولم تجز فتحها ألا بعد الحصول على أجازة رسمية صادرة عن مديرية المعارف يسبقها كشف موضعي عن محل الكتاب وهوية الشخص الذي يروم القيام بالتدريس فيه .
كانت الدراسة في الكتاتيب دراسة نظرية بصورة عامة لا تختلف عن طريقة الكتاتيب في العهود السابقة . من حيث قلة المواد الدراسية التي لا تتعدى مبادئ القراءة والكتابة , وحفظ القرآن الكريم , ومعلمات يسيرة في الحساب والخط والرياضة البدنية . وتكاد أن تكون الدراسة فيها موحدة من حيث الأسلوب والمواد المشار أليها . لذلك لم تحظ باهتمام عامة الناس فانخفضت أعدادها بشكل تدريجي , بالذكر إن هذه الأعداد قد تفاوتت من سنة إلى أخرى في بغداد نفسها كما هو
ويشير تقرير سير المعارف لسنة 1957-1958 إلى وجود (112) كتابا منتشرة في مدن بغداد والبصرة والموصل منها (45) كتابا للذكور و (8) كتاتيب للإناث و (59) كتابا مختلطا , وبلغ عدد تلاميذها (2130) طالبا وطالبة .
يتضح لنا مما تقدم أن انتشار الكتاتيب في المدن العراقية ومنها بغداد خلال فترة البحث , جاء نتيجة للظروف والأوضاع السيئة الناتجة عن الحروب العالمية الثانية وانعكاساتها السلبية على قطاع التربية والتعليم , الذي أخذ يعاني من تلك المساوئ , بحيث لم تستطع مديرية المعارف توفير المدارس توفير المدارس الكافية في العاصمة وأطرافها بشكل يتلاءم مع أعداد السكان فضلا عن الإقبـال الشديد على الدراسة في المدارس الحكومية لذلك أخذت بالتضاؤل بعد ازدياد أعداد المدرسين .
رياض الأطفال : لم تكن رياض الأطفال موجودة في بغداد خلال العهد العثماني الأخير, وإنما كانت الكتاتيب بديلا عنها , حيث يذهب الأطفال أليها وهم في عمر أربع أو خمس سنوات . وظهرت بعد قيام الحرب العالمية الأولى وتأسيس النظام الملكي وكانت أهلية تابعة للطوائف « المسيحية واليهودية « والإرسالية والأجنبية , ولم تكن لها مناهج واضحة , تركز على الألعاب والاستماع إلى القصص ومشاهدة الطبيعة وتعلم مبادئ القراءة والكتابة والحساب.. وفي عام 1926 شعرت وزارة المعارف العراقية بأهمية فتح رياض الأطفال الرسمية وأشار التقرير الرسمي عن سير المعارف للعام الدراسي 1962- 1927 إلى ضرورتها لاسيما انتشار رسوب التلاميذ في المدارس , لذلك قامت الوزارة بفتح روضتين للأطفال الأولى في مدينة بغداد باسم الروضة المركزية ولم تخصص لها بناية مستقلة فتم ألحاقها بدار المعلمات الابتدائية الواقعة في منطقة الحيدر خانة , وقد حضيت الروضة باهتمام المسؤولين ودعمهم المادي والمعنوي, أما الثانية فقد كانت في مدينة الموصل .
وفي عام 1938-1939 توسعت الوزارة في أنشاء رياض الأطفال في معظم المدن , بعد نجاح العمل في الروضتين السابقتين , فقامت الوزارة بفتح (34) روضة في أنحاء المملكة منها (17) روضة في مدينة بغداد وحدها بلغ عدد الأطفال في كل الرياض الرسمية (4009) أطفال ... أثرت الحرب العلمية الثانية في نشاط وفعالية مؤسسات التربية والتعليم مما أدى إلى تقليصها في أنحاء البلاد كلها , واهتمت وزارة المعارف بنشر التعليم الأولي الأساس ففتحت مدارس مختلطة للأحداث مدتها أربع سنوات وهيأتها التعليمية من المعلمات فقط , وألحقتها بالمدارس الابتدائية , نتيجة للظروف الاقتصادية الصعبة التي عانى منها العراق أثناء الحرب وفي أعقابها . وقد أدى ذلك إلى غلق رياض الأطفال ولم يبق منها في مدينة بغداد سوى روضتين بصف واحد , أحدهما ملحقة بمدرسة السعدون الابتدائية , والأخرى بمدرسة نجيب باشـا . وقد ظهر هذا التقليص على صفحات تقارير سير المعارف التي لم تفرد لها صفحة خاصة من سنة 1939 حتى سنة 1955 وأصبحت تذكر ضمن المدراس الابتدائية . وشجعت وزارة المعارف المؤسسات التربوية الأهلية على فتح رياض الأطفال , لسد النقص الحاصل في رياض الأطفال الرسمية , وقدمت لها المساعدات المالية اللازمة , الأمر الذي ساعد على تأسيس (12) روضة أغلبها كانت تابعة للمدارس الابتدائية الأهلية . وكانت خدمات محدودة على أبناء الأسر الغنية التي كان بوسعها دفع الأجور العالية وشراء الملابس واللعب وغيرها من المستلزمات الضرورية التي لا يقوى على دفعها أبناء الفئات الأخرى . ونظرا للأهداف المادية لتلك الرياض فقد طلبت جمعية المعلمين في بغداد من وزارة المعارف بتاريخ 8101945 أعادة النظر في فتح رياض الأطفال الرسمية ووجهت لها كتابـا بينت فيه حاجة أبناء الأسر التعليمية لتلك الرياض . لارتفاع الأجور التي كانت تأخذها الرياض الأهلية وطالبوا بتحديد الأجور فتم تخفيضها إلى 25% بشكل عام ولأبناء الأسر التعليمية 50% بشكل خاص وبموجب تلك التخفيضات أرتفع عدد الأطفال , فقامت وزارة المعارف في بداية العام الدراسي 1947-1948 بافتتاح خمس رياض أطفال في مدينة بغداد . وفي عام 1950 أصدرت وزارة المعارف العراقية نظام رياض الأطفال الرسمية رقم 13 لسنة 1950 مؤلف من (28) مادة لتنظيم عملها وتحديد مناهجها وواجبات المديرة والمعلمة بصورة مفصلة , وتم دمج بعض رياض الأطفال ضمن مدارس الأحداث في العام الدراسي 1951-1952 , فبلغ عددها (10) رياض في مدينة بغداد منها (6) رياض منفصلة و(4) رياض مع مدارس الأحداث. وبعد منتصف الخمسينات اهتمت وزارة المعارف بتنظيمها على وفق أسس حديثة , وتم افتتاح روضة نموذجية واحدة في كل مدينة . واهتمت بها وزارة المعارف كما أشار إلى ذلك تقرير سير المعارف للسنة الدراسية 1957-1958’ الذي خصص لها صفحة كاملة بين فيها أنواعها من ( رسمية وأهلية ) وأعدادها التي بلغت (24) روضة رسمية منها (8) في بغداد و (2) في كل من البصرة , وديالى , وأربيل , ومعدل روضة واحدة في المدن الأخرى .
يتضح لنا مما تقدم أن رياض الأطفال كانت من المؤسسات التربوية التي لابد منها لأعداد التلاميذ تمهيدا لمرحلة الدراسة الابتدائية لكنها لم تحظ بالدعم الكافي , واقتصرت على مدينة بغداد نظرا للظروف الاقتصادية والاجتماعية الملائمة لها , لذلك كان أثرها غير بارز في المدن الأخرى , بل يمكن القول أنها تركزت على مناطق خاصة في بغداد , وحرمت أغلب المناطق الشعبية منها .

ج- التعليم الابتدائي :
كان مستوى التعليم الابتدائي . في مدينة بغداد جيدا بالقياس إلى مدن العراق الأخرى, ولكنه على الرغم من هذه السمات , كان يعاني من نقص واضح في المستلزمات الضرورية لنجاحه , بوصفه أساس تستند عليه المراحل التعليمية الأخرى , وتجلت تلك النواقص في قلة أعداد الكادر التعليمي وكفاءته , وعدم تنوع تخصصاتهم المطلوبة , وعدم وجود الأبنية المناسبة للمدارس . والتي لا تتوافر فيها الشروط الصحية , فكثير منها يشغل الأماكن الرطبة والغرف المظلمة التي تفتقر الأبواب والشبابيك الصالحة . مما أدى إلى تأثيرها في الأوضاع الصحية للتلاميذ وتأثير ذلك في مستواهم العلمي دون أدنى شك . فضلا عن ذلك قلة التخصيصات المالية لوزارة المعارف , خلال الحرب العالمية الثانية . وأخراج المعلمين والمدرسين العرب بعد انتفاضة مايس التحررية عام 1941 , وتدخل السلطات الأجنبية في رسم السياحة التعليمية للدولة , أدى إلى أبعاد التعليم في جميع مراحله عن الاتجاه القومي والمنهج الديمقراطي . لذلك لم يكن لمنهاج الحكومة الداعي إلى مجانية وإلزامية التعليم الابتدائي اثر كبير في توسيع التعليم الابتدائي في مدينة بغداد , بعد اغلاق بعض تلك المدارس واعادة العمل بالكتاتيب .
وعلى الرغم من الجهود الحكومية المبذولة لإصلاح شؤون المدارس الابتدائية في مدينة بغداد ووجود المدارس الأهلية , لكن مستوى الدراسة فيها لم يكن متلائما مع التطورات الاقتصادية والاجتماعية التي حدثت في المجتمع البغدادي , إذ كانت المعضلات الاجتماعية لاسيما الأمية والجهل والتخلف متفشية فيه لتذبذب أعداد المدارس والمعلمين والتلاميذ . خلال الأطار الزمني للدراسة كما هو موضح في الجدول الأتي :

ثانــيا- التعليم الثانوي في مدينة بغداد
بذلت وزارة المعارف العراقية جهودا كبيرة لرفع مستوى التعليم الثانوي . والمهني بين عامي ( 1939- 1958) , فقد قامت بفتح الدارس المتوسطة والثانوية والإعدادية بفرعيها العلمي والأدبي سنة 1939 – 1940 , فبلغ عدد تلك المدارس (60) مدرسة في حين كان عدد مدرسيها (495) مدرسا وعدد طلابها ( 3959 ) طالبا . وأثرت الحرب العالمية الثانية على الدراسة الثانوية فجعلتها بطيئة نسبيا , وتقلص أعداد الطلبة المنتسبين اليها على الرغم من الجهود الحكومية المنوه عنها , والتي أرادت أصلاح التعليم الثانوي لجعله أساسا ترتكز عليه في التعليم العالي . فقد تدنى المستوى العلمي لكثرة الشواغر والضعف في اللغة العربية , وقلة وسائل الايضاح والمختبرات والمكتبات . والبنايات الخاصة بالمدارس وعدم ملائمة الأنظمة التعليمية لطبيعة المرحلة التي يعيشها البلد آنذاك . لذا كان أثر هذه الصعوبات كبيرا في ضعف التعليم بصورة عامة في المملكة ولم تستثن من ذلك العاصمة التي تركزت فيها المدارس الرسمية والأهلية بشكل يفوق مدن العراق الأخرى . وقد أشارت المجموعة الاحصائية لسنة 1956 . إلى تزايد أعداد المدارس المتوسطة والثانوية
و إلى جانب المدارس الرسمية أسهم التعليم الأهلي بمراحله المختلفة للبنين والبنات وبقسميه الصباحي والمسائي في تخفيف الضغط على المدارس الثانوية في بغداد وذلك باستيعاب أعداد كبيرة فيها وعلى الرغم من اتباعها مناهج وزارة المعارف . لكنها لم تحقق الأهداف المرجوة من تأسيسها إذ أن نسبة الرسوب كانت مرتفعة فيها , فعلى سبيل المثال لا الحصر ان المدرسة الجعفرية الأهلية اشتركت في الأمتحان الوزاري لسنة 1954 – 1955 بـ (44) طالبا من الفرع العلمي نجح (6) طلاب منهم ومن الفرع الأدبي (40) طالبا لم ينجح أحدا منهم , واشتركت مدرسة التفيض الأهلية بـ ( 22) طالبا من الفرع العلمي لم ينجح أحدا منهم ابدا , بينما كان عدد الناجحين من المدرسة الجعفرية في الامتحان الوزاري للعام الدراسي 1956-1957 (7) طلاب من الفرع العلمي من مجموع (51) طالبا ومن الفرع الأدبي (3) طلاب من مجموع (33) طالبا .
بصورة عامة كانت المدارس الثانوية الرسمية والاهلية ولكلا الجنسين تعاني من مشكلات كثيرة فيما يتعلق بطرق التدريس وطبيعة المناهج والمستلزمات الضرورية وخلوها من وسائل الراحة واللهو البريء والجو الملائم للإنتاج الفكري . وعدم العناية بالأقسام الداخلية بشكل يتلاءم مع احتياجات الطلبة فضلا عن اهتمامها بالعلوم النظرية على حساب العلوم التطبيقية وانعدام وسائل الإيضاح فيها , الأمر كان له صدى كبيرا في التحميل الدراسي أو المستوى العلمي لطلابها .

ثالثـــــا : التعليم المهني في مدينة بغداد .
اهتمت وزارة المعارف العراقية بالتعليم المهني , الذي يهدف إلى تأهيل طلبة الدارسة الثانوية وأعدادهم لاكتساب المهارات والمعرفة المهنية . لكي يتعلموا مهنة معينة تساعدهم في حياتهم المعاشية , بعد أن تجعل منهم عمالا ماهرين وفنيين في فن مختلف الاختصاصات الصناعية والزراعية والتجارية . وبهدف تسليط الضوء على التعليم المهني في بغداد , يبدو لنا أن من الأهمية دراسته حسب أنواعه المشار أليها أعلاه .

مدرسة صناعة بغداد :
تأسست مدرسة صناعة بغداد في عام 1919 وكان هدفها هو تهيئة كادر فني متخصص لرفد التنمية الصناعية . وكانت مدة الدراسة فيها أربع سنوات بعد الابتدائية , يدرس الطلبة فيها «الخراطة والسباكة – البرادة , النجارة , الكهرباء « وفي عام 1939- 1940 أصبحت مكونة من خمس صفوف . وفي عام 1946- 1947 أصبحا الدراسة خمس سنوات أما عدد الطلاب فقد بلغ في العام الدراسي 1949- 1950 (210) طلاب . وفي الخمسينيات نال التعليم الصناعي قسطا كبيرا من اهتمام وزارة المعارف التي قامت في العام الدراسي 1957-1958, بفتح ثلاث مدارس للصناعة الثانوية المسائية وبمعدل مدرسة واحدة في كل من بغداد والبصرة وكركوك , بهدف إتاحة الفرص أمام الطلبة الذين لم تسمح لهم ظروف الحياة بالدراسة الصباحية .

مدرسة الزراعة
يرجع تأسيسها إلى عام 1927 وكانت تابعة لمديرية الزراعة وبإشراف وزارة المعارف . مدة الدراسة فيها ثلاث سنوات بعد الدراسة المتوسطة . هدفها أعداد كادر متخصص من الموظفين المتخصصين بأمور الزراعة في المملكة . ولم تكن منظمة في استمرارها بالتدريس , فقد تعرضت إلى توقفات عدة حتى عام 1939, إذ اعيد فتحها في العام الدراسي 1939-1940 وقبل فيها (25) طالبا ثم أزداد عددهم إلى (111) طالبا في بداية العام الدراسي 1949-1950 . ومن الجدير بالذكر أن هذه المدرسة قد أصبحت هي الرافد الأساس في أعداد الطلبة وتأهيلهم للدخول في كلية الزراعة التي تأسست في بداية الخمسينات .

مدرسة التجارة
أسست هذه المدرسة من قبل وزارة المعارف, في بداية العام الدراسي 1939-1940. بهدف أعداد الموظفين المختصين في العلوم التجارية والمالية لسد حاجة الدوائر والمؤسسات التجارية الحكومة والأهلية . مدة الدراسة فيها خمس سنوات وفي بداية العام الدراسي 1945-1946 أصبحت المدرسة اعدادية مدة الدراسة فيها سنتان وتقبل خريجي الدراسة المتوسطة فقط . أما بالنسبة لعدد الطلبة المقبولين فيها فقد كان في تذبذب مستمر فعلى سبيل المثال كان عددهم (90) طالبا في العام الدراسي 1949-1950 بينما بلغ عددهم في السنة الأولى من تأسيسها (140) طالبا . توسعت وزارة المعارف بفتح اعداديات التجارة في العراق فقامت في بداية العام الدراسي 1957-1958 بفتح ثلاث اعداديات للتجارة في كل من بغداد ( وكانت في الحقيقة اعداديتان الأولى للبنين والثانية للبنات ) والبصرة والموصل .

رابــعا : التعليم العالي في مدينة بغداد .
تركز التعليم العالي في مدينة بغداد حيث ضمت عددا من المعاهد والكليات المتناثرة في مناطق مختلفة من العاصمة , وهي تابعة أداريا وفنيا إلى وزارات عدة . ومستقل بعضها عن البعض الأخر في مناهجه وأساليب تدريسه .
تبين لنا تبين لنا بوضوح عند استعراضنا التطور التاريخي للمعاهد والكليات العراقية خلال العهد الملكي , أنا تأسست في بغداد حصرا ومعظمها ضمت الاطار الزمني للدراسة . ولأهمية الموضوع يبدو لنا أن من الضروري دراسته حسب تسلسله التاريخي من حيث تأسيس كل كلية أو معهد وكما يأتي :

كلية الحقوق
ويرجع تاريخ تأسيسها إلى عام 1908 باسم مدرسة الحقوق , وقد أغلقت عند قيام الحرب العالمية الأولى , ثم أعيد افتتاحها عام 1919, هدفها أعداد المحامين والموظفين القضائيين والأداريين الذين تحتاجهم البلاد , وتشتمل على قسمين هما : الأول قسم العلوم المالية والثاني قسم العلوم القضائية , وهي تابعة لوزارة العدلية ماليا وادرايا . مدة الدراسة فيها في بداية تأسيسها سنتان ثم أصبحت مدة الدراسة فيها أربع سنوات يمنح المتخرج بعدها شهادة ليسانس حقوق .
أما بالنسبة لأعداد الطلبة المقبولين فيها فقد ازدادوا سنة بعد أخرى , فبعد أن كان عددهم في عام 1936 (307) طلاب وطالبة واحدة , أرتفع في عام 1949 إلى (2637) طالب منهم (2492) طالبا و ( 145) طالبة . ووصل مجموع المتخرجين فيها عام 1954 (158) من كلا الجنسين . ثم أرتفع العدد إلى ( 180) متخرجا سنة 1955 ثم أنخفض العدد عام 1956 إلى (127) طالبا وطالبة . ثم أرتفع العدد في عام 1957 إلى (147) متخرجا , في حين كان عدد الطلاب (596) طالبا من كلا الجنسين .