المعماري المهندس فرانك لويد رايت

المعماري المهندس فرانك لويد رايت

اعداد/ منارات
ولادته
فرانك لويد رايت (8 يونيو, 1867 - 9 أبريل, 1959) بالإنكليزية Frank lloyd wright، كان واحدا من المعماريين الرائدين و الأوائل في النصف الأول من القرن العشرين. حتى الآن هو الأشهر عبر تاريخ أمريكا و مازال معروفا سواء بالنسبة للعامة او المتخصصين.



نشأته
69 م في ريتشلان سنتر في ولاية ويسكنسن الأمركية وقد أمضى معظم طفولته في مزرعة والدته المحرض الرئيس إلى جانب موهبته الخلاقة في تكوينه المعماري وفي عام 1884 م التحق بجامعة ويسكنسن حيث كان يريد التخصص في الهندسة المعمارية لكن هذا التخصص لم يكن موجود في جامعة ويسكنسن ولم تكن أوضاعه المادية تمكنه من الانتساب إلى جامعة أخرى فأمضى سنوات من حياته يدرس الهندسة التقنية ثم سئم ذالك وتركها فتوجه إلى شيكاغو ليبحث عن عمل وهناك كان من حسن حظه أن عثر على عمل لدى واحد من اكبر شركات البناء مقابل راتب لا يزيد عن ثمانية دولارات أسبوعيا.
العمارة الحديثة
وخلال السبع سنوات الأولى التى امضاها في تلك الشركة تمكن من ان يظهر مواهبه الاستثنائية في مجال الهندسة والتجديد مما جعله اثر ذلك ينفرد بمكتب خاص يعمل به وسرعان ما بدا يشتهر بتمرده على اسلوب العمارة الكلاسكية وميله إلى التجدد المعتمد على الخطوط الأفقية والفتحات الكبيرة وعلى تصميم مباني ترتبط بالحيز الخارجي المحيط به وكان من اول انجازاته المهمة في ذالك الحين تصميم المنزل الريفي في مجموعة مساكن فرديك روبي في شيكاغو عام 1909 م وبدأت الحرب ضده وجابهها بقوة خاصة وبعدما اصبحت المشاريع تنهال عليه وكذلك صمم مباني ادارية في بوفالو تتميز ببساطتها وبكونه اول مبنى يستخدم الابواب والاثاث المعدني والتكييف المركزي.

في الوقت الذي كانت فيه هذه السمات تثير غضب المهندسين الكلاسيكيين في الولايات المتحدة كانت سمعة رايت تكبر وتكبر في الخارج وكان تاثيره على العمران الأوروبي بدأ يتضح ثم كانت نجاة فندق امبريال من زلزال طوكيو نقطة الذروة في شهرته. مهما يكون فقد وتواكب مع ثاني حريق أصاب مزرعته الشهيرة التي بناها في سيرنج جرين في ولاية ويسكنسن فانفق كل ما لديه من مال لإعادة بنائها وهو على اية حال سرعان ما حولها الى ورشة عمل وضم اليها خمسين متدربا صاروا يشتغلون لديه فيها ولدى الاخرين انطلاقامنها ويدرسون على يده وهكذا تمكن من خلق تيار معماري اساسي في طول الولايات المتحدة وعرضها.

منذ ذلك التاريخ اصبح فرانك لويد احد اكبر المعماريين في العالم والاهم من هذا أصبح يعتبر الأب الشرعي للعمارة الحديثة في الولايات المتحدة وصاحبنظرية العمارة العضوية وهي التي تنبت كالشجرة متعانقة مع الطبيعة لتشكل معها لوحة فنية ساحرة وذلك يتجلى في المنزل مسقط المياه. لقد راحت مبانيه تنتشر في اكثر منثلاثين ولاية ومنذ ذلك الحين اصبحت العمارة والطبيعة في اسلوب رايت يتعانقانلتشكلان بعناصرهما وبمفرداتهما وظلالهما الواحدة الجمالية المتكاملة لدى عمارةرايت وبدا طراز العمارة الحديث بروادها الجدد.

واصبحت العمارة بعدها تأخذمنحا جديدا معتمدة على المواد الجديدة من حديد وخرسانة مسلحة وماد اخرى جديدةتجمع بعناصرها ومفرداتها لتعطي وحدة فراغية متكاملة ونسيج معماري متميز في فن العمارة الحديث يطفو على السطح ولا يزال تصميمه الكبير لمنزل (مسقط الماء) فيميرران بولاية بنسلفانيا والمقام (1936)
أهم أعماله
بيت الشلال
في العام 1959 أي قبل وفاته بعام، أنجز المعماري الأميركي الكبير فرانك لويد رايت تصميماً لواحد من أغلى مشاريعه على قلبه،وكان بالطبع مشروعاً لم يتحقق ابداً، حمل اسم (المدينة الحية). وبدا هذا المشروعيومها أشبه بوصية لواحد من ابرز معماريي القرن العشرين. غير أن الذين أدهشهمالمشروع ببعده الخيالي، وفاجأهم لويد باهتمامه به، لم يكونوا يعرفون الكثير، فيالحقيقة، عن لويد... ولو كانوا يعرفون لما فوجئوا، وذلك ببساطة لأن لويد كان اصدرفي العام 1932 كتاباً عنوانه (المدينة المختفية) أعلن فيه نزعته المعادية للمدينةكعمران مركزي، مفسراً الحاجة إلى لا مركزية متشددة تدفع الناس للخروج من المدن الملوثة المكتظة الخانقة، في عودة إلى سكن الطبيعة واستعادة العلاقة مع الريف. الغريب إن هذا الكتاب، إذ صدر في وقت كانت اميركا تعيش واحدة من أسوأ لحظاتانهيارها الاقتصادي، لم يلفت نظر الكثيرين بل اعتبر من قبل الفكر الخيالي... وتابعلويد عمله وكأن شيئاً لم يكن... فيما وجد الكتاب طريقه إلى أرفف المكتبات والى مايشبه النسيان.

غير ان اللافت والمهم هنا، هو توقيت صدور ذلك الكتاب، بالعلاقة مععمل لويد نفسه: فالصدور كان قبل ثلاثة اعوام فقط من بدء لويد تصميم ذلك المنزلوتنفيذه الذي سيصبح علامة أساسية على مساره المهني، ونقطة انعطافية في تاريخالعمران الأميركي والعالمي. ونعني بذلك ادغار كوفمان، المعروف باسم (شلال الماء)،في منطقة ميل ران بولاية بنسلفانيا في الشرق الأميركي.

استغرق بناء هذا المنزل اربع سنوات كاملة ولكن من الواضح ان فرانك لويد، بدأ التفكير فيه ووضع التصميمات اللازمة له، منذ الوقت الذي كان يدبج فيه فصول (المدينة المختفية)،خصوصاً أن هذا المشروع انما يبدو كتطبيق عملي مثالي، على معظم ما نادى به لويد فيكتابه. وإذا كان قد أثر عن لويد انه قال عن هذا الانجاز، خلال سجال مسهب اجراه معجماعة (تاليسين) التي كان زعيمها ومؤسسها ورئيس تحرير مجلتها، وهي جماعة كانت تعنى بالتجديد العمراني انطلاقاً من نزعات انسانية مناصرة للطبيعة: (ان شلال الماء هذا - ويعني البيت بالطبع - هو بركة من تلك البركات التي يمكننا ان نسر بتلقيها في هذه الحياة الدنيا. وأنا اعتقد بأن لا شيء في هذا المجال، وازى على الاطلاق ما في هذاالعمل من تناسق، ومن تعبير صارخ عن مبدأ الحدث الذي يجلل الغابة والنهر والصخر وكل عناصر البناء تترابط وتتشكل لتكوّن شراكة هي من الهدوء بحيث انكم لا تسمعون وأنتمفيه أي ضجة على رغم هدير الماء العاصف المتساقط. فيه تصغون الى شلال الماء تماماً مثلما يصغي المرء الى اقصى درجات الهدوء في الريف). اذاً، لئن كان لويد قد قال هذاخلال ذلك السجال الشهير، فإنه في الحقيقة لم يكن مبالغاً على الاطلاق والمنزل قائمدائماً ليذكرنا بهذا الانجاز الحضاري الاستثنائي. غير ان السكون ليس، طبعاً، كل مايميز هذا المبنى الذي يبدو دائماً، وفي الوقت نفسه، قديماً عريقاً كأنه كان فيمكانه منذ الأزل، وأيضاً جديداً طازجاً وصياً كما لو ان آخر لمسة في بنائه وضعت في الامس فقط.

في هذا المبنى الرائع والبسيط، طبق لويد بوضوح كل نظرياته المتعلقة بالمزج الفعال بين العمران والطبيعة لما فيه فائدة وجمال الاثنين معاً. وهو كان يقول دائماً ان ما يهمه إنما كان ذلك التجاور بين ما أنجزه الله (الطبيعة) وما انجزه الانسان (العمران)... وكانت النتيجة ان اعتبر البيت منجزاً لحلم العمرانيين واليوتوبيين القديم، والذي يقوم في وضع الإنسان في علاقة عضوية ومتواصلة مع الطبيعة. وكما اشرنا، فإن هذه العلاقة المتوخاة بينالإنسان والطبيعة شكلت دائماً واحداً من هموم لويد، هو الذي كان يعرف تماماً انانجاز هذا المشروع، امر لن يعني فقط اصحاب البيت، او اهل المنطقة التي اقيم فيها، بل العالم كله ايضاً، حيث يتخذ المشروع كمثال. وبالفعل يعتبر منزل ادجار كوفمان، منذ انجز بناؤه، اشهر منزل عائلي خاص في العالم، وذلك بفضل ألوف الصور التي لايتوقف التقاطها له، من كل جوانبه... ولكن خصوصاً من اسفل شلال الماء في منظر باتمألوفاً، يصور الماء المتساقط تعلوه الشرفات والسطيحات المركبة فوق بعضها البعضتشرف اهمها على مياه الشلال نفسه.

Hillside Home School, 1902, Taliesin, Spring Green, Wisconsinحرص رايت في تصميمه لهذا البيت وتنفيذه في ذلك المكان الذي جرى اختياره بعناية، على ان يجعل سكان البيت في تلاحم تام مع عنق الجبل، من جهة، ومع الأشجار وأوراق الشجر والنباتات البرية من جهة ثانية، ومع الماءالمتدفق، طبعاً، من الجهة الثالثة، وتصف الكتب المتحدثة عن عمل لويد والمتوقفة طويلاً عند أسلوب هندسة هذا البيت، ان فاعليته لا تقتصر على هندسته الخارجية، بل ان الهندسة الداخلية أيضا تعطي مكاناً اولياً وأساسياً للبيئة الطبيعية التي شدد المصمم على دوام حضورها، في شكل جعلها جزءاً اساسياً من التصميم نفسه، وجزءاًاساسياً من الحياة اليومية لساكني البيت. والباحثون يصفون لنا بالتفصيل كيف ان الطابق الرئيسي في البيت يطل على ثلاثة مشاهد مختلفة، ومتكاملة في آن معاً. وكيف انالسطيحات اقيمت على مستويات عدة منفتحة في اتجاهين اولهما يطل على الجانب الجبلي العالي من المنطقة، فيما يطل الثاني على الصخور وشلال الماء. اما غرف الطوابق العليا فإن لكل منها شرفتها او سطحيتها الخاصة بها، كما ان غرفة العمل والرواق المقامين في الطابق الثالث يتمتعان ايضاً بشرفات وسطحيات خاصة بهما.
من ناحية مواد البناء، حرص لويد منذ البداية ان يتم بناء كل العناصر العمودية من البيت بواسطة حجارة محلية يؤتى بها من المنطقة نفسها، لكي تظل على تلاحم تام، بيّن او خفي، مع طبيعة المنطقة وتضاريسها... في الوقت الذي اصر على ان تستخدم الحجارة نافرة بعض الشيء لكي يعطى المبنى كله من الخارج طابعاً نحتياً، يظهره وكأنه منحوتة عملاقة. اما العناصر الافقية في البناء فلقد اقيمت من الباطون السائل... اما ارضيةالمبنى في طوابقه جميعاً، فلقد غطيت بالحجارة... وحتى حين كانت الأرضية الظاهرة خشبية فإن الحجارة انتشرت تحتها... والامر نفسه يمكن ان يقال أيضا عن ابرز الجدران... فيما استخدم خشب الجوز الأصلي للمنجورات... ما اسهم اكثر وأكثر في اقلمةالعمران مع جذور الطبيعة. نعرف ان فرانك لويد رايت حقق عشرات الابنية طوال حياته، داخل الولايات المتحدة وخارجها، لكنه ظل حتى آخر ايامه يتحدث عن منزل كوفمان (شلال الماء) بصفته احب اعماله الى قلبه.
كان رايت يستوحي النظام الإنشائي لمبانيه من الطبيعة فمثلا لو لاحظنا التكوين الإنشائي لمصنع جونسون للشمع ذات الأعمدة الكثيرة نجد انها ستوحى ذلك من زهرة"بهجة الصباح"التي تتألف من خمسة أضلاع مقوسة تتشعب من المركز , وهي بمثابة دعامات ضلعية منحنية.
نأخذ مثلا تلك البلاطات الخرسانية المسلحةالبارزة بروزا صريحا و جريئا , وتلك الأسطح المرفرفة على واجهات المبنى لتظليلة وحماية للفرندات الخشبية من العوامل الجوية , مثل ذلك كمثل النباتات المورقة التيتنتشر أوراقها من فروعها لكي تظل و تحمي ما تحتها , أو ما نلاحظه من ذلك التغييرالواضح في الفتحات والشبابيك وتعددها وتنوعيها و طريقة توزيعها مثل ذلك كمثل القوانين الطبيعية التي تتكرر من خلال نفسها , أو ما نلمسه من وجود العلاقة الصريحة بين الشكل والحجم الخارجي وبين هذه التفاصيل , فنرى بأنه كلما ارتفع الحجم عن سطح الأرض إلى أعلى كلما صار خفيفا خاليا من التعقيد. وعندئذ تزداد التفاصيل وضوحا وظهورا للعين.....وأخيرا ذلك التوسع الجريء الصريح للسقف العلوي الذي ينشر رفرفته على حوائط المبنى كالشجرة المورقة فيقف المبنى مائلا أمام العين يناضل خط الأفق فيمظهر رائع وجذاب تحتضنه الطبيعة لان يعيش في وفاق و وئام معها.
في عام 1922 م حين ضربت مدينة طوكيو هزة أرضية كانت واحدة من اعنف الهزات التي طالتها حتى ذالك الحين في القرن العشرين كان فندق امبريال واحد من المباني القليلة التي لم تمسها الهزة الارضية في طوكيو باي سوء ولاشك انه كان ثمةعلى الاقل شخصا واحد لم يزعجه ذلك وكان الشخص هو امريكيا يعيش في الولايات المتحدة اما موقفه فكان عائد الى انه كان المهندس الذي صمم هذا الفندق المذكور واشرف على تنفيذه كما انه استعمل من اجله مواد خاصة تحت الاساسات والقواعد عجينية التركيب كمخدات سفلية تحت الاساسات لامتصاص الهزات الارضية التي تتعرض لها جزر اليابان على الدوام وكذالك مواد اخرى جديدة تحمي البناء وتمتص الهزات الارضية وحينما سئل المهندس المصمم فرانك لويد رايت ان مدينة طوكيو تعرضة لهزه ارضية دمرت الابنية ما عدا بناء واحد اجابهم هو ذلك الفندق.

صحيح انه لم يكن بحاجة الى تلك المآثر حتى يثبت مكانته العالميه لكنه بحاجه اليها حتى يدعم موقفه في الصراع بين القديم والجديد في مضمار الهندسة المعمارية فقط كان المهندس رايت سيد المدافعين عنالجديد في بداية القرن العشرين حين كان خصومه الكلاسيكيون اقويا ما انفكو يشنونعليه بين الحين والاخر هجمات ضارية كان لا ينقصها في بعض الاحيان ان تورده موادالياس على الرغم من ان سمعته في العالم خارج حدود وطنه كانت كبيرة وكان في ذلكالحين قد بات مؤشرا واضحا في عالم العمران في طول العام وعرضه في اوروبا على وجه الخصوص وبات المهندس فرانك لويد رايت منذ ذلك الحين في وطنه الامريكي اكبر مجدداعالمي في مضمار االهندسة المعمارية
أسلوبه المعماري
تحرير المساقط الأفقية
اعتمد (فرانك لويد رايت) الحرية في المساقط الأفقية , فقام بتحريرها من القيود و القواعد والأشكال الهندسية , فاختفت تلك الحسابات والاصطلاحات والقوانين الخاصة بالتشكيل والإنشاء , بل أنها أصبحت عوامل ثانوية لدية.

فكان الشكل يتبع الوظيفة , وليس الهدف إنشاء مبنى يمثل فكرة هندسية فراغية , كان (فرانك) يتعامل مع المسقط بانسيابية رائعة فيجعل التكامل و التجانس أساس له , ونجد ذلك فيمسا قطه حيث كل فراغ يكمل الأخر كوحدة كاملة.

عشق (رايت) تجديل و تشبيك الوحدات بطريقة رائعة وبأسلوب رائع وتعبيري دقيق ,أحيانا كان يوزع الوحدات أويجمعها حول عنصر معماري هام مثل ركن المدفأة أو السلم الداخلي , أو احترامه للمناسيب الأرض طبيعية و تعامله معه بدراسة ذلك الفراغ ومحيطه.
التكوين الإنشائي كان طابع (فرانك) في كل مبانية التي تزيد عن 600 مشروع , فلو أخذنا مثلاتلك البلاطات الخرسانية المسلحة البارزة صريحا و جريئا أو تلك الأسطح المرفرفة على الواجهات لتظليلة وحماية للفرندات الخشبية من العوامل الجوية.
كان (فرانك) يستوحي النظام الإنشائي لمبانيه من الطبيعة فمثلا لو لاحظنا التكوين الإنشائي لمصنع جونسون للشمع ذات الأعمدة الكثيرة نجد انه استوحى ذلك من زهرة"بهجة الصباح"التي تتألف من خمسة أضلاع مقوسة تتشعب من المركز , وهي بمثابة دعامات ضلعية منحنية.
نأخذ مثلا تلك البلاطات الخرسانية المسلحة البارزة بروزا صريحا و جريئا , وتلكالأسطح المرفرفة على واجهات المبنى لتظليلة و حماية للفرندات الخشبية من العوامل الجوية , مثل ذلك كمثل النباتات المورقة التي تنتشر أوراقها من فروعها لكي تظل وتحمي ما تحتها , أو ما نلاحظه من ذلك التغيير الواضح في الفتحات والشبابيك وتعددها وتنوعيها و طريقة توزيعها مثل ذلك كمثل القوانين الطبيعية التي تتكرر من خلال نفسها , أو ما نلمسه من وجود العلاقة الصريحة بين الشكل والحجم الخارجي وبين هذه التفاصيل , فنرى بأنه كلما ارتفع الحجم عن سطح الأرض إلى أعلى كلما صار خفيفا خاليا من التعقيد. وعندئذ تزداد التفاصيل وضوحا وظهورا للعين.....وأخيرا ذلك التوسع الجريءالصريح للسقف العلوي الذي ينشر رفرفته على حوائط المبنى كالشجرة المورقة فيقف المبنى مائلا أمام العين يناضل خط الأفق في مظهر رائع وجذاب تحتضنه الطبيعة لان يعيش في وفاق و وئام معها.

إن العلاقة بين الطبيعة والحياة العضوية والتي مها نشأت آراء (رايت) تظهر لنا بوضوح في كيفية استعمال مواد البناء. رأيناه يستعمل مواد بناء على طبيعتها قدر المستطاع. فهي صديق مخلص مطيع , ويعتمد كل شىء عليها وعلى كيفي صقلها ونحتها و وضعها فيالمكان المناسب لها فاحترام الطبيعة و موادها الطبيعية يستلزم أن لا يعتدي المهندسأو المعماري أو الفنان على طبيعتها , بأن لا يتلف الحبيبات أو التموجات الطبيعية فيالخشب ولا يطمس معالمها ولا وصفاتها وعضويتها الطبيعية , التي هي من صنع الله , بالأصباغ و الدهانات الصناعية , وآلتي هي من صنع الإنسان , بل يجب عليه أن يتركها لطبيعتها ليظهر جمالها و نوعها وطريقة تفريغها و تموجاتها.

ونرى (رايت) فيما يتعلق بالمواد فقد كان يكفيها التكييف الذي يراه متمشيا مع الطبيعة والبيئة التيخرجت منها والمكان الذي استعملت فيه كمادة بناء. فيؤكد بذلك نظرية (عدم التناسبلا يؤدي إلى الجمال).
العماره العضويه
لم يكن فرانك لويد رايت هو أول من نادى و كتب عن النظرية العضوية في العمارة , فقد سبقه الكثير منالمهندسين والفنانين و الأدباء و كتبوا عن معاني (العضوية) في العمارة و غيرها.ومما لا شك فيه أن (سوليفان) هو المعماري الأول الذي علم (رايت) النظرية العضوية
و الحقيقة وآلتي لا شك فيها أن الطبيعة هي المرجع الإنشاء والتكوين وهي التيعلمت الإنشائي والمعماري و الفنان والكاتب والشاعر.
اختلفت وسائل البناء في الطبيعة مع الإنسان منذ القدم. رآها القوطيون في أوراق الشجر ورآها ليوناردودافنشي بوضوح في الطيور وأدت أبحاث القرن التاسع عشر في عالم الطبيعة إلى حركاتشاملة كتلك التي قادها (رسكين) وليم مورس وغيرهم , ولكن افتقارهم إلى سعة العلمحرمهم من تحليل الطبيعة بطريقة صحيحة , وإن كانوا قد انتهوا دائما إلى تجديدات فنيةنراها اليوم في الفن الحديث
بيوت البرارى
ارتبط اسم البراري أو بيوت البراري بفرانك لويد رايت لما أبدعه فيها من جمال تصميمي أو إنشائي فأحدث فرقا هائلا في التصميم و الخروج عن القواعد الكلاسيكية , في بداية حياته المهنية اعزي إليه إعادة تصميم تلك البيوت و ابتكار أساليب جديدة في إنشائه , فظهرت لنا تلك المنازل بصفات متشاهبة لدرجة أنها أصبحت أسلوبا خاصا و منفردا لفرانك , ونذكر من تلك الصفات: •المسقط الأفقي الممتدد في على الأرض لإعطاء الشعوربعدم التقيد أو الاختناق....فالبحث عن الهواء والضوء هو أهم مميزات تلك المساقط.
•المسقط المفتوح , حيث لا جدران فاصلة بين العنصر المعماري كالمعيشة مثلا....ولانجد كلمة حوائط داخلية في قاموس فرانك بل أننا نجد قواطع داخلية.
•اتصال الفراغ الداخلي بالفضاء الخارجي.
•المحافظة على حقيقةالمواد وجمالها.
•إزالة حجر الزاوية أو الأركان الثقيلة واستبدالها بشبابيكمنخفضة وقريبة من الأرض.
•استعمل في الأسقف جمالونات مائلة ميلا خفيفا وبارزةلترمي الظلال على الواجهات فتحميها من العوامل المناخية.
وفاته
رحل رايت 1959م كان على وشك انهاء تصميم متحف كوكيهام في مدينة نيويورك المتميزة كما هو الحال في العديد من المشاريع الاخرى فقد رحل المهندس رايت في التسعين من عمره غير انه كان يتمتع بحيوية استثنائية.