الولد الخسران الذي تحلم به ملايين النساء

الولد الخسران الذي تحلم به ملايين النساء

اذا كانت هوليود تفخر بان لها"دون جوان"اسه مارلون براندو يقفل الباب في وجوه النساء وله غزوات تترك وراءه قلوبا محطمة، فدون جوان السينما المصرية كمال الشناوي يصفق الباب والشباك والتليفون في وجه نساء كثيرات. ومارلون براندو الذي تحلم به ملايين من نساء امريكا.. عاشق فاشل وان كانت له عضلات اله الافريق.

دون جوان رغم انفه
وفي مصر، دون جوان آخر، ولكنه صورة مكسية لزميله في امريكا.. انه دون جوان رغم انفه.. اسمه كمال الشناوي
طوله 184 سم لون العينين عسلي غامق.. الشعر اسود والبشرة سمراء كالقمح الوزن 83 كيلو وسنه 24 عاما القلب مشغول.. متزوج.. ولكن احدا لا يريد ان يصدق الفتيات يحلمن به، صورته عندما تظهر على الشاشة تتصاعد من الاف الاضواء الساحرة همسات الاعجاب، الرموش الصغيرة المعطرة تفكر فيه بحنان كبير وكمال الشناوي مثل 80 فيلما في تسع سنوات، وكان دوره دائما هو دور الفتى العاشق الذي تخصص في الهمس الرقيق والتنهدات الحالمة.
الولد الخسران
وكمال الشناوي كان يسكن وهو طالب مع جده الموظف بالمعاش، وهو دقة قديمة، وكان كمال طالب بمدرسة الفنون الجميلة، وكانت الصور الحية احدى المقررات، وكل يوم يمتلئ البيت بالصور العارية، والجد يصرخ في حفيده.
- يا ابني ده حرام، ده ما فيش حد طلع خسران في العيلة غيرك.
وعبثا يحاول كمال الشناوي ان يقنعه بان هناك شيئا اسمه الفن!! وعندما تخرج كمال في مدرسة الفنون عمل مدرسا للرسم، وانتدب مرة في مدرسة البنات لمرض استاذ الرسم بها، وبعد ثلاثة ايام ذهب كمال الشناوي الى حضرة الناظرة وشكا من شقاوة البنات البريئة. وطلب الغاء انتدابه، والغت المنطقة انتدابه.
وعندما ترك كمال الشناوي مهنة التدريس وبدا يشق طريقه الطويل تحت الاواء، استطاع ان يتربع في مقعد الدون جوان.
مستشفى الامراض العقلية
حدث مثلا ان كان كمال يزور صديقا مريضا باحد المستشفيات، ولفتت نظره فتاة ترتدي ثيابا حمراء صارخة شعرها احمر ايضا، لفتت نظره بحركاتها غير الطبيعية واشارات يدها، حتى ان كمال الشناوي شك انه يزور مستشفى للامراض العقلية، وبعد ايام اتصلت به الفتاة تليفونيا، ثم بدأت تطارده، واستطاعت ببرودة الثلج ان تفرض نفسها عليه، وقال هو لها انه مرتبط بفتاة اخرى لا تغادره، وظن ان تصريحه الخطير سيؤدي الى الافراج عنه، ولكنها ازدادت تشبثا، وقبلت ان تخرج هي مع الفتاة الاخرى لتخلصه منها، وانتهت هذه الفتاة بمستشفى المجاذيب.. بعد ان يئست من حبه ولكنها شفيت ولم تعد تتذكر الا اسمه.
في قسم البوليس
فتاة اخرى من لبنان كانت تراسله.. وارسل هو لها صورته كعادته مع المعجبين، ثم كتبت له تخبره انها في طريقها لمصر.. من اجله، وعند ما وصلت الى مصر كلمته تليفونيا فقال لها:"حمد الله على السلامة"ثم قطع الاتصال..
وبعد ثلاثة ايام استدعى كمال الشناوي لقسم البوليس الذي افهمه ان فتاة لبنانية اختفت وانه مسئول عن اختفائها لانها جاءت مصر من اجله.. والذي حدث ان موسيقيا ناشئا افهمها انه صديق كمال الشناوي وقال لها ان كمال لا يعجب الا بالفتاة التي تبدو كواجهة"عكاوي".. مزينة باكثر عدد ممكن من الحلي.
وصدقته الفتاة فاشترت بما معها مصوغات وكانت الخطوة الثانية اقناع الموسيقى لها بالزواج من.. نفسه.
وكمال الشناوي امام الكاميرا عاشق، وخارج الاضواء انسان ادى عمله وانتهى منه.. وطريقته في معاملة الجميع واحدة، ورؤيته لامرأة باكية لا يحرك في نفسه الا ما تحركه اللوحة الباكية في قلب فنان.
وفي سنة 1953 عندما سافر الى بيروت، كسرت الفتيات باب الفندق الزجاجي الذي ينزل فيه وهجمت عليه لولا انه افلت من الباب الخلفي وفي مراكش، اثناء سفره الى الرباط، قالت اذاعة طنجه ان كمال الشناوي في طريقه الى البلد، وكان هذا سببا في تعطيله ساعتين، فقد قطعت الوفود طريقه واستطاعت ان تحصل منه على 1500 صورة تذكارية، كان هو قد اعدها سلفا للطوارئ.
وفي الرباط، اثناء تمثيله لفيلمه الجديد، كان سيل الفتيات يتدفع الى الاستديو من الصباح للمساء، حتى اضطر مدير الاستديو ان يخصص ساعتين للزيارة من 3-5 مساء كما تفعل المستشفيات.
اصبع القدر
وكمال الشناوي عاش بعد اشتغاله بالسينما في دوامة قاسية، فكان ينتقل من حب الى حب، وكان احيانا يتقمص دور الطاغية له ان يرى مئات من القلوب تتنهد له وتخفق من اجله وتبكي في سبيله، وكان يرضيه ان يشهد تأثيره على النساء، وهو جامد..
لا يحس ولا يشعر ولا يتأثر
وبدا يحس انه يتزلق، وسئم من نفسه، كفان يلذ له خلال هذه الفترات ان يستمع الى القرىن في لهفة جازمة وحنين كبير، وكان يبكي وصوت الله يهز نفسه، ثم وضعت الاقدار اصبعها في حياته.
القت في طريقه بفتاة حلوة، نظراتها موسيقى، حديثها نغم، عقليتها كبيرة، وتحدث معها كمال بعد ان اعجبه هدوؤها، وحين طال الحديث احس كمال ان شيئا في شخصيتها بشدة اليها..
ان اسمها زينب.. ووظيفتها الان انها زوجة كمال الشناوي.
ابن الشيخ
هذه الشهرة هي التي جعلت المخرج الفرنسي هنري جاك يتعاقد مع كمال الشناوي لاخراج فيلم ابن الشيخ، الذي مثله فالنتينو ثم قام انتوني ديكستر بنفس الدور.

الجيل / كانون الثاني- 1956