مرثية لينين

مرثية لينين

مايكوفسكي
تقديم وترجمة: رفعت نافع الكناني
في عام 1924 كتب مايكوفيسكي هذه القصيدة إثر وفاة فلادمير ايليتش لينين وألقاها في الذكرى السنوية الأولى لوفاته، وكانت بحق نموذجا للشعر الملتزم، لثورة أكتوبر الاشتراكية ولقائدها لينين. حيث جند كل امكانياته في خدمة بناء أول دولة اشتراكية في العالم،

وكان يقود المظاهرات ويتنقل بين موسكو وبطرسبورغ، وينشد الشعر للجماهير في الساحات العامة والمصانع والمقاهي. وقد منحته الجماهير من المحبة والإعجاب ما لم ينله شاعر، وكرمته الدولة الاشتراكية بالدعم والتأييد والاحترام ما لم تعطه لشاعر آخر عاصر الثورة. وكانت قصائده تتصدر الصحف والمجلات الكبرى، ويرددها الجميع ويتغنون بها. وابلغ تعبير ما صرح به ستالين، حين قال في حق الشاعر فلادمير ماياكوفسكي (إنه كان وما يزال أعظم شعراء عصرنا السوفياتي وأكبرهم موهبة).

مرثية لينين

أيها الزمن سأشرع في تاريخ حياة لينين،
ولا يعني ذلك أن الناس لا يمضَهم الألم.
لقد حان اليوم للألم القاصم
أن يستحيل أسى ووعيا ونورا
***
إنني أخشى المواكب والاضرحة،
والإعجاب، وهذة التماثيل والقواعد.
اخشى ألا تنطوي كلها تحت هذة الغلالة العذبة:
لينين وبساطته،
إني لأرتجف من أجله كما أرتجف لإنسان عيني.
فأياكم والأكاذيب وأن تجعلوا مثلكم الأعلى
صانع الحلوى
***
لئن حدث وكانت ثمة روح مشدودة إلى الجسد
لإنسان على شاكلتنا
نخلص الى القول: (أنه هبَة الله).
وهذا ما يقولونه: ليس فيه خبث ولا بلادة.
كلمات تتلاشى في الهواء كالدخان.
فكيف يقاس لينين بهذا القياس؟
أو لم يركل بعينيه
هذا العصر يدخل إلينا دون أن يلامس حدود النافذة؟
أو يمكن أن يتحدث عن لينين
كما يتحدث عن (رئيس بعون الله)؟
ولئن كان ملكيا ومقدسا
وكل شيء صائر الى خنق لا حدّ له،
فأنا سأعترض المواكب
ضد الجمهور والمعجبين
وسأجد الكلمات التي تدوي باللعنة.
ولئن ديس عليً وديست صيحاتي،
فسأقذف السماء باللعنات
وأرمي الكرملين بقنبلة وأهتف ليسقط.

***
إنه إنسانيٌّ: رقيق الحاشية نحو الرفاق.
وعلى العدو أشد وقعاً من الحديد.
كان فيه، كما هو فينا، نقاط ضعف.
وكم شُفي من مرضه دون أن يلزم الفراش.

***
لقد وضع دكتاتورية الطبقة العاملة
فوق سجون وحصون رأس المال موسكو 1924.