خواطر البغدادي  نصير الجادرجي

خواطر البغدادي نصير الجادرجي

الدكتور طالب البغدادي
قرأت اليوم على شاشة تلفزيون العراقية وفي الشريط الاخباري وانا في المصح الذي اقيم فيه خارج لندن خبرا يفيد بان وزارة الثقافة العراقية قامت بتكريم صديقنا ورفيق عمرنا نصير كامل الچادرچي لتقديمه عدداً من اللوحات الفنية لرواد الفن التشكيلي العراقي المسروقه من (مركز الفنون) الذي هاجمه واستباحه العملاء والرعاع بعد سقوط بغداد عام 2003.

ليس غريبا هذا الموقف الوطني الصادق والنبيل لنصير كامل الچادرچي فقد تعلمت الكثير منه في المبادئ الوطنية والصدق والاخلاص والوفاء وحب العراق منذ صغرنا ولحين شتاتنا وتشرذمنا. فقد كنا ولا نزال الجارين الاصيلين المبصومين في شارع طه... الشارع العريق الذي انتقلنا اليه سويه (عائلة البغدادي وعائله الچادرچي) وبقينا اصدقاء متلازمين في كل مراحل الحياة السياسية والاجتماعية في العراق. ومنذ اعوام الثمانينات اقمنا سوية في بيتي القريب من بيته مجلسا ادبيا وثقافيا مشتركا يلتقي فيه عدد من الاصدقاء من الفنانين والشعراء والادباء ورجال الفكر والثقافه وكان من رواد مجلسنا الدائمين الفنان محمد غني حكمت واسماعيل الشيخلي والدكتور جعفر الكويتي ومن قراء المقام خالد السامرائي وحسين الاعظمي والموسيقار فؤاد عثمان والمطرب الاديب سعدون جابر والملحن عباس جميل وغيرهم من رواد الفن والثقافة.
يتمتع نصير الچادرچي بذاكرة قوية تختزن الكثير من الروايات والحكايات عن الحوادث السياسية والاجتماعية التي مرت بالعراق، فقد كان ملازما لابيه القائد الوطني الصلب كامل الچادرچي و هو المسؤول المكلف لادارة مجلس ابيه في حديقة داره في شارع طه..... كان نصير يروي لنا الكثير من الحكايات غير المعروفة نستمتع بها ومن النقاشات التي تدور حولها. ومن هذه الروايات التي رسخت في ذاكرتي كانت المنافسة المستمرة بين جعفر باشا العسكري وشيخان العربنجي (اشهرعربنجي في بغداد) باطلاق (الزيك) والذي اشتهر به كل منهما. فقد كان شيخان يسكن هو وعربته و حصاناه في قطعة ارض خاليه تقع بمواجه دار كامل الچادرچي. وكان جعفر العسكري دائم التردد على صديقه كامل الچادرچي وكلما يخرج من دار الچادرچي في ساعه متأخرة من الليل عائدا الى بيته يحيي شيخان (بزيك رنان وطويل) فيجيبه شيخان وهو راقد في فراشه بزيك اقوى واطول وتبدأ المنافسة.
تحية اكبار لصديق العمر الوطني الصادق نصير الچادرچي على هذه المبادرة المخلصة وتهنئة من صميم القلب على تكريمه.... وأأمل ان يحذو حذوه كل من وقع في يديه عمل من الاعمال المسروقة.

29/10/2014