البناؤون ..  (الى كامل شياع)

البناؤون .. (الى كامل شياع)

عبد الكريم كاصد
إشارة :
“وين دمّك ضاع ياكامل شياع ؟” هكذا تساءل الشاعر الراحل “زهير الدجيلي” بعد أن غدرت رصاصات الإرهاب القذرة بالمثقف والكاتب اليساري الإنسان “كامل شياع” (الناصرية 1951 – بغداد 2008) وهو في ذروة عطائه. حاول إنقاذ البلاد من الغرق بزورق كثير الثقوب اسمه الثقافة. هو الذي قال عام 2004: “الموت في مدينة كبغداد يسعى إلى الناس مع كلّ خطوة يخطونها، فيما تتواصل الحياة مذعورة منه أحياناً، ولامبالية إزاءه في أغلب الأحيان”، فسعى إليه الموت. تدعو أسرة موقع الناقد العراقي الكتّأب والقرّاء إلى المساهمة في ملفها عنه.

البناؤون ..
(الى كامل شياع)

عبد الكريم كاصد
-1-
الجميعَ هنا قادمون
“لبناء الجنةِ”:
الطيبون والأشرار
الملائكةُ والشياطين
اللصوصُ والقتلة
ماذا كنتَ ستفعلُ يا كامل في هذا السيرك؟.
أيُّ جدارٍ تبنيهِ لجنتك الخضراء؟.
وسط جحيمٍ أوّلهُ ليلْ
وآخرُهُ ليلْ
أيّ طوائفَ تجمعُها؟.
وإن اجتمعتْ فلذبحك أنتْ
-2-
هنا
ينطقُ الصمتُ بلسان الصرخات
ويقف الظلّ حائراً
في طريقهِ إلى البيت
هنا
تسهرُ الأمُّ نائحةً
تهزّ قبرَ طفلِها
كالمهدْ
-3-
– ماذا تبصرُ في البيت؟.
– قبراً
– ماذا تبصرُ في القبر؟.
– عائلةً
-4-
من أين نبتدئ الرحلة؟.
والقطارات
ذاهبةً
أو
آيبةً
لا فرق
من أين؟
والمحطاتُ مكتظةٌ بالجنازات
ماذا نتركُ أو نحمل؟.
أيّ ضفائرَ قُطعتْ؟.
أية أحلامٍ نُهبتْ؟.
-5-
يا كامل شياع
الطريق التي ابتعدتْ
ملأتها الإشارات
والخطى العائدهْ
وتلك الشواهدُ..
تبصرُها؟.
شواهدُ منْ؟.

*عن مجلة الثقافة الجديدة