الشيوعية التي لم تبتسم أبدا      أسطورة رياضية جميلة ...في كتاب جديد ..

الشيوعية التي لم تبتسم أبدا أسطورة رياضية جميلة ...في كتاب جديد ..

* ترجمة : عدوية الهلالي
تألق وصعود النجمة الرياضية الرومانية ناديا كومانتشي ثم هروبها من رومانيا بعد سقوط النظام الشيوعي هوموضوع الكتاب الذي صدر حديثا في 310 صفحات عن دار نشر آكت سود للكاتبة لولا لافون تحت عنوان " الشيوعية الصغيرة التي لم تبتسم ابدا ".........

في عام 1974 ، اذهلت المراهقة الصغيرة ذات الاربعة عشر عاما العالم حين شاركت في دورة الالعاب الاولمبية في مونتريال في لعبة الجمناستك ..لم يكن وزن ناديا يتجاوز الاربعين كيلوغراما وكانها شبح صغير ونحيل بعضلات قوية جدا ، لكن طريقة ممارستها لالعاب الجمباز جعل اسمها يقفز على لوحة اعلانات الدورة الاولومبية بتسجيل اعلى الارقام القياسية التي لم يسبق لأحد تسجيلها من قبل ..
وفي عام 1989 ، وبعد ان اصبحت كومانتشي امراة كاملة الانوثة والاناقة في سن الثامنة عشرة ، اضطرت الى مغادرة رومانيا قبل شهر من سقوط النظام الشيوعي بسبب علاقتها الشهيرة مع ابن رئيس النظام تشاوشيسكو هاربة الى الولايات المتحدة ..
الكاتبة لولا لافون اقتفت آثار ناديا بدءا من تسلقها سلم الشهرة كنجمة رياضية وحتى وصولها الى الولايات المتحدة في كتابها الجديد ( الشيوعية الصغيرة التي لم تبتسم ابدا ) وهو عنوان يجتذب القارئ لما له من دعوة رومانسية رقيقة ويقوده الى قراءة نص رقيق ومتخم بالسرد والمعلومة وكان الكاتبة تتناول فيه سيرة واحدة من معبودات هوليوود ..
تقول لافون انها اهتمت بكومانتشي كما لو كانت نجمة سينمائية لأنها فتاة استثنائية تمكنت من الارتفاع فوق القوانين والقواعد والثوابت وكسر كل الحواجز لتحقق ذاتها بعيدا عن الشهرة الرياضية ..
من جهة اخرى ، ابدعت الكاتبة في في وصف التفافات وتقلبات كومانتشي في الهواء حين كانت تقفز ببراعة اذ وصفت ذلك باسلوب غنائي ، ملهم ، وحساس ، وصورت لافون ماكانت تعانيه لاعبات الجمباز من قسوة تدريب والاصابات والتعرض للضغط المفرط من قبل وسائل الاعلام وكيفية استغلال الفتيات الصغيرات الشهيرات في العالم الرأسمالي .. وتظهر لنا لافون خلف هذا النيزك المشع الذي توهج في سماء اوروبا في سنوات السبعينات صورة صبية تعذب جسدها ثم مراهقة تصدمها مطالبة جسمها بان يكون اكثر عنادا وتعقيدا ليحقق النجاح والشهرة واخيرا فتاة شابة تعود لتتصالح مع جسدها الانثوي مبتعدة عن ساحة التنافس التي تالقت فيها بعدها مجموعة من الصغيرات الروسيات الجميلات ..ويتخلل سرد القصة حوار متخيل بين كاتبة السيرة الذاتية ورياضة الجمباز التي تستهلك مراهقة الفتيات وصباهن في ساحات التدريب وعلى عوارض القفز حيث الالتزام بقواعد صارمة ونظام غذائي قاس ، وتبحث كاتبة السيرة التي تمثل ناديا ذاتها عبر هذا الحوار عن حرية طالما حلمت بها ..وخلف الاحداث تتركنا الكاتبة لنكتشف الواقع الحقيقي لمملكة تشاوشيسكو –كينيدي الشرق- الذي تمكن من اجتذاب الغرب قبل ان يسقط في النهاية ..