من طرائف الشرطة العراقية

من طرائف الشرطة العراقية

■ عدنان محيي الدين
فيْ سنة 1938 ارتفعت مناسيب نهري دجلة والفرات بسبب ذوبان الثلوج في شمال العراق وأصبح خطر الفيضان يهدد مدينة بغداد بالغرق .فهرعت قوات الجيش والشرطة وطلاب المدارس الى سدة ناظم باشا التي كانت تحيط بغداد من الجهة الشرقية . وكان الماء الهادر قد وصل إليها فباشروا بوضع أكياس التراب على أرضية السدة لتقويتها.


يحكي المعاون محيي الدين معاون شرطة السراي :
انه في إحدى الليالي التي كان فيها الفيضان على أشده حصلت ثغرة في السداد قرب محلة الوزيرية فأمرني مدير شرطة بغداد المرحوم بهجت الدليمي بمعالجة الموقف بمنتهى السرعة. وحيث لم يكن في شرطة السراي تلك الليلة غير اربعة افراد هم حرس المبنى فتحيرت في امري كيف احصل على رجال لإرسالهم الى هناك .
ثم خطر في ذهني أن الجأ إلى المبغى العام في ساحة الميدان فطلبت من رأس العرفاء توفيق مرافقتي الى هناك مع اثنين من رجال الشرطة ومفوض الخفر ولدى وصولنا كان المكان يزدحم بالرجال فتم نقلهم بسيارات الشرطة الى منطقة الخطر وما ان اصبح الصباح في اليوم التالي حتى استدعاني مدير شرطة بغداد وقال لي ماذا جرى ليلة امس ؟ قلت له ما الخبر قال اتصل بي مدير الشرطة العام المرحوم السيد هاشم العلوي واخبرني ان زوجة مدير الصحة العام في مكتبه وهي تقول ان زوجها لم يعد الى داره ليلة امس وان حاكم جزاء بغداد الاول لم يباشر عمله في المحكمة وأمر معسكر الوشاش لم يذهب إلى المعسكر !!
عسكر وسائق سيارة الملك غازي لم يحضر إلى قصر الزهور كما أن بعض مراكز الشرطة جاءتها بلاغات بعدم رجوع بعض الرجال إلى دورهم فقصصت عليه ما فعلت فطلب مني الإسراع إلى هناك وإعادتهم فوراً فهرعت الى منطقة الوزيرية وكانوا ينقلون أكياس التراب على السداد وأبلغتهم بالعودة معي إلى دورهم وبعد أسبوع واحد على هذه الحادثة صدر أمر نقلي من معاونية شرطة السراي في بغداد إلى معاونية شرطة الفلوجة في الرمادي!