قارئ المقام حسين الأعظمي ..يؤرخ المقام العراقي خلال القرن العشرين في كتاب جديد

قارئ المقام حسين الأعظمي ..يؤرخ المقام العراقي خلال القرن العشرين في كتاب جديد

قحطان جاسم جواد
ربما إنها المرة الأولى التي نجد فيها قارئ مقام يوثق المقام العراقـــــــــــــي ورواده بطريقة علمية وهو شيء مفرح جداً بعد أن تعرفنا في السابق على قراء مبدعين لكنهم يؤدون المقام باصواتهم حسب دون التعرف على طرائقه العلمية في الأداء لانهم حفظوه شفاهياً على أيدي قراء المقام الرواد مثل القندرجي والقبانجي وحسن خيوكة وغيرهم.

اما اليوم فقد ظهر جيل يمتلك ناصية العلم ويقدر ان يوثق وحتى ينوط المقام العراقـــي متمثلاً في سفير المقام العراقي الفنــــــان (حسين اسماعيل الأعظمي) القارئ والباحث واســـــــتاذ المقام وموثق المقام العراقي الذي اصدر اكثر من ستة كتب مهمة في مجـال المقام العراقي كان آخرها كتاب (المقام العراقي ومبدعوه في القرن العشــــرين) الصادر مطلع عام 2010 في الاردن عن دار دجلــة للنشر والتوزيع ويقع في 391 صفحة من القطع الكبير وبطباعة أنيقة وفخمة تليق بالمقام العراقي احد المكونات الرئيسية للغنـــــاء العراقي.

قسم حسين الأعظمي كتابه الى مقدمة و بابين , وكل باب فيه ثلاثة فصول... الباب الاول تضمن في فصله الاول اسـتعراضاً لماهية المقام العراقي وابرز رواده كما اكد فيه على ان دخول التسجيل الصوتـــي الى العــراق وإحداثه لثورة عظمــــــى في مجال الغناء وتسجيل الاصوات واعادة بثها وهذه الثورة لم يلحق بها الكثير من رواد الغناء ما جعل اصواتهم تتلاشــــى كسراب في حين لعب الحظ دوره مع آخرين ممن شهد اجهزة التسجيل واستطاع ان يوثق صوته وأغانيه... وفي الفصل الثاني تناول المقام ومسيرته خلال منتصف القرن العشرين وماشهده من تطور.. وفي الفصل الثالث من الباب الاول يدرس الأعظمي تقليدية المغنين المبدعين وبداياتهم الفنية امثال حسن خيوكة وناظم الغزالي ويوسف عمر وعبد الرحمن العزاوي الذين يعدهم اهم اربعة في مجال المقام العراقي بعد مطرب العراق الاول محمد القبانجي وكل منهم له ميزات يشرحها ويعددها الاعظمي في الفصول اللاحقة.

وفي الباب الثاني ناقش في فصله الاول مميزات المطربيــــــــــــن وفصيلة كل صوت علمياً كما تناول توثيق التسجيلات الصوتية في الإذاعة العراقية التي بدأت بثها في 1/7/ 1936 وفي الفصل الثاني اجرى الاعظمي مقارنات جمالية وأعطى قيماً فنية وتحولات جمالية لكل صوت من الأصوات الأربعة وفي الفصل الثالث والأخير أعطى نتائج لقيمة نتاجات المغنين المبدعين في القرن العشرين.
كذلك منح الأعظمي كتابه روحاً جمالية من خلال توشيح بعض فصوله بلوحات تشــــــكيلية وقصائد لشعراء كبار راحلين وشعراء آخرين مازالوا على قيد الحياة.

الكتاب هو الاول من نوعه الذي يتناول بدراسة علمية المقام العراقي ويشخص فيه حقبة مهمة من تاريخ هذا اللون الغنائي ولاوجود لمثل هذا الكتاب في المكتبة العراقية والعربية... والاعظمـــي عازم على توثيق الكثير من تاريخ المقام العراقي في كتب لاحقة كما فعل في كتبه السابقة التي تناول فيها الاصوات النسائية التي شدت بالمقام امثال مائدة نزهت وسليمة مراد وفريدة محمد علي وغيرهن كذلك ناقش المدرسة القبانجية في المقام واهميتها وميزاتهــــــــا وفي كتاب آخر ناقش المدرسة القندرجية .نتمنى للاعظمي العمر المديد لإنجاز مايصبو اليه في مجال توثيق المقام العراقي بجهوده الفردية الخالصة وهو خير سفير للمقام العراقي كما اطلقت عليه وزارة الثقافة والاعلام في عام 2002.