رباعيات بابا طاهر عريان الهمذاني..التقى الملك السلجوقي وبلغت شهرته منتصف القرن الخامس الهجري

رباعيات بابا طاهر عريان الهمذاني..التقى الملك السلجوقي وبلغت شهرته منتصف القرن الخامس الهجري

بغداد/ أوراق
فيلسوف وشاعر عرفاني صوفي صافي القلب رقيق الروح غزلي عاطفي ملتهب كئيب منعزل، انه بابا طاهر عريان الذي ولد وعاش ومات في مدينة همدان الايرانية.. وبحسب ما أورده الشاعر صالح الجعفري في كتابه (رباعيات بابا طاهر عريان الهمذاني) والصادر عن شركة الديوان للطباعة بإعداد وتحقيق وتقديم رياض صالح الجعفري..

متضمناً ترجمة من اللغة الفارسية الى العربية تبين في لمحات عن تجربته وسيرته ان سبب اتجاهه الصوفي هو سلوكه في الدروشة والانطواء على النفس لدرجة اصبح محط أنظار العارفين، ولم تعرف تفاصيل سيرته وحياته الا من خلال ما ورد عنه في كتب الصوفية التي تشير الى مقامه المعنوي العالي وتقواه وانزوائه وعزوفه عن كل ملاذ الدنيا وما يتعلق بها.. ويقال انه التقى بالملك السلجوقي"طغرل بك"عند قدومه الى همذان سنة 447هـ مما يدلل على ان شهرته بلغت ذروتها في منتصف القرن الخامس الهجري، كما يظهر ذلك مولده في أواخر القرن الرابع.. وكان بابا طاهر من الشعراء الذين ينظر اليهم بعين الإكبار بين الاوساط الصوفية، وله رسائل وأشعار باللغتين العربية والفارسية، بينها رسالة ضمنها أمثالاً وكلمات قصاراً جميلة للغاية، وهي في الشوق والوجد والذكر وغيرها مما يتعلق بطريقة الصوفيين وعقائدهم.. كما يذكر ان السبب الأول في شهرة رباعياته الصوفية أنه لم ينظمها على أوزان الرباعيات المعروفة حينذاك، ومن خصوصياتها أيضاً ان لغتها تغلب عليها اللهجة اللورية الخاصة، كما انها تقارب ما يطلق عليه في الكتب القديمة بالفهلويات.. وقد حظيت هذه الرباعيات بعناية المستشرقين على اختلاف جنسياتهم ولغاتهم بما أولوها من اهتمام بالغ في النشر والبحث والشرح والتفسير والترجمة، فقد ذكروا ان لها نسخاً مخطوطة متعددة في مكتبات الغرب مثل أوكسفورد وباريس تختلف في عدد الرباعيات المذكورة فيها.. وتنفرد هذه الترجمة بأنها الكاملة لرباعيات الهمذاني، وجاءت مطابقة لما ورد بمضمونه وأفكاره وأحاسيسه، فقد تصدى الشاعر الجعفري لترجمتها جامعاً بين أصالته العربية وإجادته لآدابها وبلاغتها، وتمكنه من اللغة الفارسية في الوقت ذاته. فالجعفري شاعر طالما انشد في المنتديات الثقافية والأدبية العراقية أجمل الشعر وأعذبه، لذا فهو يكشف عن ما تحمله هذه الرباعيات في طياتها من المعاني الانسانية التي طالما أحس المثقفون بالحاجة اليها على الصعيد المضموني والدلالي والجمالي.