الكاتبة فرانسوا ارتو تفقد حياتها في تحطم طائرة مروحية

الكاتبة فرانسوا ارتو تفقد حياتها في تحطم طائرة مروحية

بعد ان روت ذكرياتها عن مواجهة الموت والنجاة منه في البحر :

ترجمة : عدوية الهلالي
بعد بضعة ايام من وفاتها ، صدرت لها رواية ( هذه الليلة ، البحر اسود ) التي تمثل اعترافاتها لتحصل مباشرة على المرتبة الأولى ضمن فئة (بحوث ووثائق ) وتم طبع (70000) نسخة منها كمقدمة ونشرها في دار نشر (فلاماريون ، ارتو ) التي رأسها والد فلورنس لوقت طويل ...


توقع الناشروالاوساط الادبية ان يحظى الكتاب بالتعاطف لرحيل الكاتبة في نفس وقت صدوره ، لكن ماحققه من نجاح في هذا الوقت القصير كان شيئا نادرا حقا اذ اعيد طبعه في طبعة اضافية تضم (20000) نسخة بعد طبع (5000) نسخة فقط في الطبعة الاولى وصدورها في التاسع عشر من آذار الفائت ...
توفيت الكاتبة فلورنس ارتو بشكل مأساوي بسبب تحطم طائرة مروحية في الارجنتين كانت تضمها الى جانب عشرة اشخاص ثمانية بينهم من الفرنسيين اذ كانت فلورنس ارتو بين الضحايا اضافة الى السباحة كاميل موفات والملاكم اليكسيس فاستين .....وكانت ارتو قد كتبت قصة نجاتها من الموت باعجوبة في عام 2011 في روايتها الجديدة (هذه الليلة ..البحر اسود ) عندما ابحرت وحيدة على متن مركبها الشراعي وسقطت في عرض البحر قبالة سواحل كورسيكا وظلت معزولة عن العالم طوال ليلة كاملة وواجهت الموت وحيدة لساعات طوال وسط ظلام الليل ودون طائرة انقاذ ، ثم نجت من الموت بفضل سلسلة من المعجزات الصغيرة ، فقد كانت تحمل معها ضوءا كشافا وهاتفا محمولا مقاوما للماء وشبكة صيد ...
ضمت روايتها عبارات مؤثرة تركت اصداءا قوية منها " في جزء من الثانية ، انقلب المركب ..انا في الماء تحت ستار الليل الاسود ..أنا وحيدة ..ادير رأسي في جميع الاتجاهات بشكل غريزي فأرى قاربي يبتعد ...أبحث عن اية اشارة للحياة ...بقعة ضوء ..أي شيء متحرك ..لاشيء .أنا وحيدة تماما ..معزولة في عرض البحروسط الظلام والامواج المتحركة ..في بضع ثوان ، سيصبح البحر الذي اعشقه ..قبرا لي ...سيبتلعني ..ويمحو كل أثر لوجودي ...يفزعني الصمت الكبير ايضا في سكون الليل .انه كابوس ..هذا الصمت المفزع سوف ينتصب امامي كجدار لايمكن اختراقه ..جدار مزعج يوحي الي بالموت ..وسيحملني الى السماء ..هذه السماء المليئة بمليارات من النجوم ..بالمجرات المجهولة ..بالحب والسعادة والخلود ..
يعد كتاب ( هذه الليلة ..البحر اسود ) كتاب اعترافات تبوح فيه الكاتبة –البحارة بمشاعرها وافكارها وذكرياتها عن تلك اللحظة التي تصورة فيه انها ستغرق ..وتمتاز فرانسوا ارتو بشخصية كاريزمية فهي المرأة الاولى والوحيدة الفائزة بسباق (rhum) في عام 1990 ، كما انها على علاقة وثيقة بالادب فهي ابنة الناشر جاك ارتو وقد نشرت ثلاثة كتب هي ( عروس من الاطلنطي ) / منشورات بن دويك 1982 ..( المحيط ) / منشورا فلاماريون / ارتو عام 2008 ..ورواية ( رياح الحرية ) / منشورات فلاماريون /ارتو عام 2009 ويروي الكتاب الاخير قصة عشق فلورنس ارتو للقوارب الشراعية ورغبتها الدائمة بالابحار ..وهناك كتابات انجزتهما قبل وفاتها وسيصدران قريبا هما كتاب ( قنفذ صغير يحلم بالبحر ) / منشورات سابلييه الذي سيصدر في شهر حزيران ، وكتاب (مقابلات مع البحر ) او ( الرياح الرملية ) الذي سيصدر في نهاية نيسان .
عملت ارتو ايضا كصاحبة قاعة عرض للفنون التشكيلية وكانت تعرض اعمال الفنانين الشباب ..وقد اعتبرت الاوساط الادبية وعشاق الكتب والرياضة خسارة هذه المراة كبيرة خاصة وانها عملت ايضا كمغنية وسجلت ثلاث اغنيات في عام 1989 مع بيير باشليه هي (فلو ، اعصار في مكان ما ، وانه دائما في مكان آخر ) .....