في البدء:لقطة مقربة

في البدء:لقطة مقربة

 علاء المفرجي
انه أهم الكتب التي تناولت السينما الايرانية، من الوجهة التاريخية والتحليل النقدي، ولعل العنوان يتطابق مع الجهد الذي بذله الناقد والمؤرخ الايراني حميد دباشي، ذلك انه يضع القارئ في قلب صناعة السينما في إيران وايضاً عند أهم رموزها وانجازتها خلال العقدين الاخيرين.

وتتجلى أهمية كتاب (لقطة مقربة.. السينما الايرانية.. ماضياً وحاضراً ومستقبلاً) في كونه يسلط الضوء على سينما انشغل العالم بها خلال السنوات القليلة الماضية، بانطلاق موجتها الجديدة التي تجسدت بالحدث الاهم في تاريخها، وهو دخول فيلم (طعم الكرز) للمخرج الكبير عباس كياروستامي قي حمى منافسات مهرجان"كان" وظفره بأهم جوائزه وهي السعفة الذهبية لتتحول السينما الايرانية بعد هذا الحدث المهم الى ظاهرة لافتة في الانتاج السينمائي العالمي..
من هنا يكتسب هذا الكتاب اهميته، على الرغم من صدور الكثير من الكتب المتخصصة في هذا الموضوع، ذلك انه يغوص بعيداً في جذور سينما هي الاعرق بين مثيلاتها في الشرق الاوسط.. سينما استطاعت خلال مدة قصيرة نسبياً ان تعتلي منصات التتويج في غير مهرجان سينمائي عالمي بل عدها البعض ضرورة لكل منهاج مهرجان سينمائي.
ومع الكثير من الاصدارات التي تناولت هذه السينما خاصة مع انطلاقتها الاخيرة، إلا ان المتابعين يعدون هذا الكتاب المصدر الاهم لها.
عن هذا الكتاب يقول الناشر انه حصيلة معايشة طويلة للسينما الإيرانية, أحد أشد إبداعات مخيلتنا تفجراً. ففيه يعيد الكاتب النظر المدقق من خلال فتحة الإبداع ويقدم وصفاً لما يعتقد أنه يفتح الحياة في السينما الإيرانية أكثر من أي شيء آخر. والحصيلة هي تقدير للسينما الإيرانية وقراءة لها في آن معاً. حيث يكتب عن السينما الإيرانية من الداخل والخارج للمطلع وللجمهور الذي يشاهدها الآن. تبرز السينما الإيرانية الآن وكأنها سوق مستقرة لعملة ثقافية تتحدى منطق المحلية ومشكلات العولمة. في هذه القراءة للسينما الإيرانية يبقى مخلصاً لذلك الأصل ويحذر من أخطار العولمة ويحتفي بإمكاناتها المتحررة. وبعد أن يفحص نشأة السينما الإيرانية في سياق الحداثة، يسلط الضوء على عدد من المخرجين البارزين. ويتقصى في الفصل الخاص بالمرأة وأوضاعها في السينما الإيرانية بداية التبصر المصحح في تاريخ المواجهة الإيرانية مع الحداثة. وفي الفصل الأخير يعرض الكاتب تأملاته في التحديات التي سيواجهها جيل جديد من صناع الأفلام في إيران. ويعرض في الختام ما يشغله حول مستقبل السينما الإيرانية إزاء تراجع عولمتها.